رفض المغرب طلباً إسبانياً بمعاودة منح الناشطة الصحراوية أمينة (أميناتو) حيدر جواز سفر مغربياً. وأجمعت زعامات سياسية في الموالاة والمعارضة على أن هذه القضية «لا يمكن أن تشكّل موضوع تدخل خارجي من أي جهة كانت»، في إشارة إلى ضغوط إسبانية لإيجاد مخرج لمأزق الناشطة حيدر التي تواصل إضراباً عن الطعام في مطار لانثاروتي في جزر لاس بالماس. وأفادت مصادر رسمية أن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري اجتمع إلى زعماء الأحزاب السياسية أول من أمس الثلثاء لوضعهم في صورة التطورات المرتبطة بأوضاع نشطاء ما يُعرف ب «انفصاليي الداخل»، ونُقل عنه القول ان في الوقت الذي شرع فيه الموفد الدولي كريستوفر روس في مشاورات لعقد جولة مفاوضات ثانية غير رسمية بين أطراف نزاع الصحراء «أُطلقت تحركات مدعومة مادياً وديبلوماسياً وإعلامياً من طرف خصوم المغرب لعرقلة مسار المفاوضات». وعرض الوزير الفاسي إلى طلب السلطات الإسبانية معاودة منح الناشطة حيدر جواز سفرها المغربي، مؤكداً أنها «تخلّت عنه في شكل طوعي» وأن تصرفاتها شكّلت «استفزازاً وتحدياً للمشاعر الوطنية». وأضاف أنها عادت وفق ما يقتضيه المنطق والإجراءات السارية المفعول إلى البلد الذي جاءت منه، أي إلى إسبانيا «التي تحمل بطاقة إقامة سُلّمت إليها استناداً إلى جواز سفرها المغربي». وأصدرت الخارجية المغربية بياناً عرضت فيه إلى مواقف الأحزاب السياسية التي أكدت أنه على رغم العلاقات المتميزة التي تربط المغرب وإسبانيا. فإن ذلك لا يستبيح التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، وإن الأمر يتعلق «بقرار وطني وتعبير سيادي» إزاء موقف وضعت فيه السيدة حيدر نفسها «خارج الإجماع». ودعت الفاعليات السياسية حكومة رئيس الوزراء عباس الفاسي إلى عدم الإذعان لطلب سلطات حكومة مدريد. ولفت البيان إلى تزامن هذه التطورات واختطاف رعايا إسبان في شمال موريتانيا «ما يؤكد تورّط تنظيمات إرهابية في محاولات لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها». وافيد ان خاطفي الاسبان كانوا يتجهون بهم امس من موريتانيا الى مالي. ودعت الأحزاب المغربية إلى بذل جهود مضاعفة لتثبيت الأمن في المنطقة والتصدي للانفلات الأمني وتنامي التطرف، في إشارة الى المخاوف إزاء تردي الأوضاع في منطقة الساحل جنوب الصحراء. واتهم رئيس الوزراء المغربي زعيم الاستقلال عباس الفاسي الناشطة حيدر بأنها «استخدمت جواز السفر المغربي والجنسية المغربية للإساءة الى المصالح العليا للبلاد»، فيما حمل الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» الإسلامي عبد الإله بن كيران الناشطة الصحراوية المسؤولية «إزاء تخليها عن جواز سفرها المغربي»، ورأى أنه في حال رغبتها في تصحيح وضعها فعليها «أن تسلك الطرق القانونية». وشدد زعيم حزب الأصالة والمعاصرة محمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين المتحدر من أصول صحراوية: «سندافع بكل الوسائل من أجل عدم عودة أميناتو حيدر إلى المغرب الذي تنكّرت له». وأضاف موجهاً كلامه للإسبان «إنهم يدركون أنها تتحمل المسؤولية، إما أن تمكث في إسبانيا أو تذهب إلى تندوف (جنوب غربي الجزائر)، طالما أنها تدافع عن أطروحات بوليساريو». إلى ذلك، دعا المغرب بلدان الاتحاد الأوروبي إلى «التحلي بالموضوعية والحكمة والتريث في إصدار الأحكام». ووجه مندوب المغرب لدى الاتحاد الديبلوماسي لمنور عالم رسالة الى فاعليات أوروبية انتقد فيها «تحركات غير رسمية داخل البرلمان الأوروبي»، وقال إن ما يعرف ب «النشطاء الصحراويين» تواطأوا وجهات خارجية ضد البلاد، وإن الغرب «لن يسمح بتصرفات كهذه تعرّض وحدته لمخاطر». من جهته، أعرب رئيس المجلس الاستشاري الصحراوي خلي هنا ولد الرشيد عن إدانته لموقف الناشطة حيدر، واصفاً تصرفها بأنه «معاد للوحدة الترابية للمملكة». ورأى أن محاولات الضغط التي يتعرض لها المغرب «تُعتبر ضرباً لقيم البلاد وتاريخها» وتهدف إلى عرقلة مسار المفاوضات التي تعتبر خطة الحكم الذاتي «مرجعيتها المثلى». شاب مغربي يطعن موظفاً في القنصلية الإسبانية في تطوان على صعيد آخر (أ ف ب)، أعلن مصدر قنصلي الأربعاء أن شاباً مغربياً طعن موظفاً في قنصلية إسبانيا في تطوان شمال المغرب الاثنين، موضحاً أن الموظف «لم يعد في حالة الخطر» وغادر المستشفى الذي أُدخل إليه لفترة قصيرة. وفاجأ الشاب ضحيته انطونيو خوسيه سانشيز الذي كان متوجهاً الى منزله. وقال المصدر نفسه إن الموظف «طُعن في يديه وإحدى ساقيه وهو يدافع عن نفسه»، موضحاً أن «سانشيز غادر المستشفى في اليوم التالي (الثلثاء) ولم يعد في حال خطر الآن». وأوقف المهاجم بعد نصف ساعة من الحادث. وقال وهو يردد عبارات معادية للإسبان إنه لم يطلب يوماً تأشيرة دخول من السلطات القنصلية الإسبانية في تطوان. وأوضح المصدر القنصلي أن الشاب «أقام بطريقة غير مشروعة على الأرجح في إسبانيا بما أن الشرطة عثرت على وثيقة شخصية معه تحمل عنواناً في مدريد».