كشفت وزارة الصحة أن خبراء ومختصين في الوزارة يواظبون في العام الحالي على فحص أكثر من 2000 عينة أسبوعياً، مقارنة ب 100 أسبوعياً في نفس الفترة من العام الماضي. وأشارت الوزارة إلى أن فحص العينات الذي يتم في مختبرات طبية مجهزة، يهدف إلى اكتشاف الحالات المصابة مبكراً، ولرفع مستوى الإجراءات الوقائية ضد الإصابة ب "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" (كورونا)، بالإضافة إلى زيادة التأكد من سلامة أفراد المجتمع والممارسين. وتواصل وزارة الصحة التعاون والتنسيق مع فريق من "المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها" وذلك ضمن خطتها لزيادة فاعلية السيطرة على الفيروس، وفق أعلى المعايير المتبعة عالمياً. وأكد عالم الأوبئة الذي يتولى قيادة فريق المركز الأميركي تحت مظلة مركز "السيطرة والتحكم" في وزارة الصحة في المملكة جون واتسون، أن الوزارة معدة الآن في شكل أفضل عن السابق لمكافحة الفيروس، حتى مع ارتفاع نسبة الذين تم تشخيصهم بالإصابة به في العام الحالي مقارنة بالنسبة في ذات الفترة الزمنية من العام الماضي. وأشار إلى ضرورة الإسهام في إيجاد تعاون أفضل بين مراكز الرعاية الصحية والمختبرات ووزارة الصحة لرفع مستوى الكشف عن الحالات ومراقبتها، وقال "إن جهود التعاون والتحاور التي نراها اليوم عززت الجهود السابقة لإدارة هذا الملف في شكل ناجح للسيطرة على المرض"، مؤكداً أن جهود المكافحة لم تقتصر على وزارة الصحة وحدها، إذ أظهرت وزارة الزراعة استعداداً تاماً للتعاون في إجراء الأبحاث ومحاولات التعرف على الفيروس في شكل أفضل. وأوضح واتسون أن "انتقال العدوى بفيروس كورونا يأتي على وجهين، أولي وهو التقاط الفيروس من المجتمع، وثانوي يتعلق غالباً بالمنشآت الصحية. وإذا تم التشخيص المبكر للحالات المرضية وإدارتها بالطرق المثلى المعتمدة علمياً لمنع العدوى، فإن الانتقال الثانوي في المنشآت الصحية لا يحدث، ويعود ذلك في شكل كبير إلى التوعية بالفيروس والمعرفة المتطورة بالحالات المصابة، بالإضافة إلى التناسق بين إجراءات مكافحة العدوى وإدارة الحالات". وتابع "يمكننا تقليل خطورة الحالات الثانوية الملازمة للمنشآت الصحية، فكلما ازدادت معرفتنا بالفيروس، أصبح توجهنا في السيطرة عليه أوضح وأفضل". وبحسب واتسون، فإنه يمكن تحقيق النجاح في كل جهود وزارة الصحة في المملكة، من خلال الفهم الأفضل لطريقة انتقال العدوى والتي ستقود إلى دليل إرشادي أفضل نحو مكافحة العدوى وتقليص انتشارها، فيما سيأتي هذا الفهم من خلال فحوصات سريرية ووبائية ومختبرية مكثفة للحالات المصابة، بالإضافة إلى ضرورة استمرار البحث محلياً وعالمياً لتكوين مفهوم أوسع عن عوامل خطورة الإصابة بفيروس "كورونا" وتطوير استراتيجيات مكافحة العدوى ومن ثم تقليص عدد الحالات في المملكة.