في اليوم الثاني لإدلائه بشهادته أمام غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس، كشف رئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أن الرئيس الراحل رفيق الحريري أخبره «أننا صرنا مكتشفين كذا محاولة لاغتيالي من حزب الله». وأوضح السنيورة في إفادته أمام المحكمة في لايسندام في لاهاي أن الفترة التي أبلغه الحريري فيها بذلك كانت إما في نهاية 2003 أو مطلع 2004، «وكان ذلك مفاجئاً جداً لي وساد بعدها صمت ثقيل...» (للمزيد). ومما قاله السنيورة في رده على أسئلة المدعي العام غرايم كاميرون عن آخر لقاء بينهما مساء السبت الذي سبق جريمة اغتيال الحريري (حصلت الاثنين في 14 شباط - فبراير)، أنه «كان متجهماً غاضباً... ولم أره يوماً في حياتي في مثل ذلك المنظر»، مشيراً إلى أنه كان يعاني من الاعتداء على الجمعية الخيرية التي أسسها وعلى الأشخاص الذين يعملون فيها وجرى اعتقالهم بتهمة الرشوة لأنهم كانوا يوزعون الزيت...». وأوضح السنيورة أن الحريري «كان غاضباً جداً لأن المقصود كان مضايقته وتهشيم صورته بالادعاء أنه يرشي الناس...». وفي رده على أسئلة محامي الدفاع عن المتهمين بالتورط باغتيال الحريري قال السنيورة حول عما إذا كانت ثروة الحريري ازدادت بين عامي 1992 و2005: «ثروته نقصت...». وعن ربط ازدياد ثروة الحريري بازدياد الدين العام في لبنان، قال: «هل تريدني أن أستعمل عقلي في الرد على مجانين؟». وأصدرت كتلة «المستقبل» النيابية أمس بيانها الدوري، فأشارت إلى أن شهادة السنيورة عرضت مدى آثار التدخلات الجائرة التي مارسها النظام الأمني اللبناني - السوري وأدواته في لبنان وسورية. واعتبرت أن ما أدلى به السنيورة يفسر خلفيات الحملة التي تشنها قوى 8 آذار عليه لقطع الطريق على المعطيات التي قد يدلي بها. واستنكرت الكتلة «تدخلات إيران المرفوضة في شؤون الدول العربية وما يجري في اليمن والعراق وسورية وقول قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني أن لبنان والعراق يخضعان لإرادة طهران وأفكارها».