أعلنت المعارضة السورية أنها حققت تقدماً في معركة «قادسية بصرى الشام» وحاصرت عناصر من قوات النظام و «الحرس الثوري» الإيراني و «ميليشياته» في ريف درعا بين دمشق وحدود الأردن، مستفيدة من زيادة الدعم الغربي. تزامن ذلك مع تقدُّم فصائل إسلامية في مدينة إدلب شمال غربي البلاد و «انهيار» مواقع للنظام، في وقت أكد البيت الأبيض أن الرئيس بشار الأسد «فقد كل شرعيته وعليه الرحيل» عن السلطة، مُجدِّداً التزام واشنطن تحقيق «مرحلة انتقالية عبر التفاوض» بين ممثلي النظام والمعارضة. (للمزيد) وكانت فصائل في «الجيش الحر» وأخرى إسلامية فتحت معركة «قادسية بصرى»، في إشارة الى المعركة التي انتصر فيها المسلمون على الفرس عام 636. وأفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بأن مقاتلي «الجيش الحر» تقدموا في «جبهات في مدينة بصرى الشام بريف درعا، وسيطروا على عدد من النقاط الاستراتيجية داخل المدينة، كما فرضوا حصاراً مطبقاً على قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية وميليشيا الدفاع الوطني التابعة لنظام الأسد الموجودة داخل المدينة، وذلك بعد قطع خط الإمداد المتصل بمحافظة السويداء» الخاضعة لسيطرة النظام. وقالت مصادر مُعارِضة إن السيطرة على المدينة مهمة، لأنها «خزّان بشري للموالين للنظام وتربط بين درعا والسويداء». وكانت قوات النظام مدعومة بعناصر من «حزب الله» وميليشيات شيعية شنّت هجوماً أوائل الشهر الماضي لاستعادة المنطقة الحدودية القريبة من الأردن وإسرائيل، لكن التقدُّم أصبح بطيئاً كما يبدو. وقال ثلاثة من مسؤولي المعارضة إن الدول الأجنبية زادت مساعداتها لهم رداً على هذا التقدم. في شمال غربي سورية، أكد «المرصد» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين عناصر من جبهة النصرة وفصائل إسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من من جهة أخرى، في محاور ومحيط حواجز قرب مدينة إدلب، إثر هجوم عنيف بدأه مقاتلو الفصائل الإسلامية والنصرة للتقدُّم والسيطرة على مدينة إدلب الخاضعة لقوات النظام». وأشارت المعارضة إلى تفجير مقاتليها سيارات مفخخة و «انهيار تسعة حواجز للنظام». وترمي المعارضة من الهجوم إلى فصل مدينة حلب شمال البلاد عن اللاذقية معقل النظام في الساحل غرباً. الجعفري في دمشق في غضون ذلك، التقت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس الرئيس السابق ل «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب في ختام زيارته واشنطن. وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان في بيان، إن رايس «شددت على أن الأسد فقد كل شرعيته للحكم وعليه الرحيل»، مشيرة إلى أن واشنطن «ملتزمة مرحلة انتقالية يتم التفاوض حولها تحفظ مؤسسات الدولة السورية، وتحمي الأقليات وتضع أسساً لحكومة شاملة». وفي دمشق، التقى الأسد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، الذي قام أمس بزيارة قصيرة لدمشق هي الأولى لمسؤول عراقي على هذا المستوى منذ بدء الأزمة السورية منتصف آذار (مارس) 2011. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن الأسد قوله للجعفري خلال اللقاء: إن «النجاحات التي يحققها الشعبان العراقي والسوري وقواتهما المسلحة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، ساهمت في وقف تمدُّد الإرهاب، والتشاور والتنسيق بين البلدين من شأنهما تعزيز هذه النجاحات». وأشار إلى «أهمية وجود إرادة دولية حقيقية للوقوف في وجه الإرهاب والدول الداعمة له».