استقبلت السفارة الأميركية وقنصليتاها في جدةوالظهران المراجعين أمس، بعد أسبوع من «الإغلاق»، إثر «تهديدات أمنية» تلقتها السفارة. فيما استحدثت الخدمات القنصلية خدمة جديدة الأسبوع الماضي، للاستفسار إلكترونياً عن كل ما يتعلق في التأشيرات. وحرص العاملون في القسم القنصلي أمس على إنهاء إجراءات طالبي التأشيرات بسرعة تلافياً لتكدس التأشيرات. فيما بقيت الإجراءات الأمنية مشددة حول المقار الديبلوماسية الأميركية وأماكن سكن الجالية، وبخاصة في المجمعات. وأبلغ موظفون في قنصلية جدةوالظهران «الحياة»، أن إجراءات أمنية «مشددة» فرضت في أول أيام الدوام الرسمي. وأشار موظف في قنصلية جدة إلى أن بعض الموظفين فضلوا عدم دخول القنصلية بمركباتهم الشخصية، مرجعاً السبب إلى «الإجراءات الأمنية، وخوفاً من الموظفين أنفسهم علماً بأنه تمت زيادة عدد موظفي الأمن والحراسة عند مداخل القنصلية». إلا أن الموظفين لفتوا إلى أن الأعمال تتم بصورة «عادية، ولا يوجد زحام، لأننا تمكنا خلال الأيام الماضية من إنجاز الأعمال الاضطرارية. ولم نتوقف كلياً». وأوضح أحد العاملين في قنصلية الظهران أنه «توجد أعمال لا يمكن إيقافها، ولا بد من متابعتهاً، حرصاً على مصلحة المراجعين والقنصلية أيضاً»، مقراً ب «مشكلة واجهت السعوديين الذين كان يفترض أن يراجعوا السفارة الأميركية، للحصول على تأشيرات، وكانوا يخططون لقضاء فترة الإجازة في أميركا، إذ لم تصدر التأشيرات لهم إلا متأخرة». فيما شكا مراجعون في اليوم الأول من بدء العمل الرسمي من «تأخر إصدار التأشيرات، ما حال دون السفر إلى أميركا خلال الإجازة الحالية». وقال ناصر محمد: «كنت أنوي السفر إلى أميركا خلال الإجازة، ليس للتنزه، وإنما لأسباب أخرى تتعلق في عمل تجاري، ولكني لم أحصل على التأشيرة إلا اليوم الأحد». وذكر موسى الموسى، الذي راجع القنصلية الأميركية في الظهران، «تابعت إجراءات الحصول على التأشيرة إلكترونياً، إلا أن صدورها يتطلب مراجعة القنصلية». فيما أوضحت المراجعة إيمان عبدالمحسن، أنها تقدمت بطلب إلى القنصلية، «لإصدار تأشيرة لابنتي وأحاول حالياً إنهاء الإجراءات، إلا أنه يكاد يكون مستحيلاً إنجازها اليوم، بسبب تكدس الأعمال أمام الموظفين والعاملين هنا، ومع ذلك هناك محاولات من الموظفين لإنجاز المهام، وهي واضحة للعيان، مع توفير الحماية الأمنية الكاملة للمراجعين». وعن إجراءات التفتيش، قالت إيمان: «يوجد تفتيش دقيق جداً، مع المطالبة بأوراق ثبوتية تتعلق في المركبة نفسها. وأعتقد هذا إجراء جديد، إضافة إلى التفتيش الذاتي في البوابة الداخلية للقنصلية، إذا تطلب الأمر». يذكر أن المقار الديبلوماسية الأميركية طبقت إجراءات أمنية مشددة، كما نصحت رعاياها في السعودية الذين يقدر عددهم بنحو 32 ألف شخص، بتطبيق إجراءات أمنية مشددة، «حفاظاً على سلامتهم وعائلاتهم». تشمل التنقل والمواصلات والسلوك الشخصي أثناء ارتياد الأماكن العامة، وعدم لفت الأنظار، من خلال ارتداء العباءات بالنسبة للنساء، وعدم ارتداء ملابس مثيرة، مثل «الشورت». وقال الملحق الإعلامي في السفارة الأميركية في السعودية يوهان شمونسيس، في تصريح سابق إلى «الحياة»: «إن إغلاق السفارة والقنصليتين جاء نتيجة مخاوف أمنية مشددة في الولاياتالمتحدة على المنشآت الديبلوماسية في المملكة»، مضيفاً: «إن الإغلاق شمل السفارة الأميركية والقنصليتين، لجميع الخدمات القنصلية في الرياضوجدةوالظهران». وأكد الملحق أن «السفارة قامت بالتنسيق مع السلطات السعودية في هذا الأمر. إلا أنه لا يمكنها التصريح عن نوع التهديدات التي تلقتها، والمخاوف التي أدت إلى الإغلاق».