بدوره، أكد محافظ مدينة جدة الأمير مشعل بن ماجد أن جميع الجهات المعنية استنفرت من أول ساعة لوقوع حادثة الأمطار، موضحاً أن السيول بدأت في دخول مدينة جدة الساعة 11 صباحاً، وتم توزيع المهام، وتشغيل غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة. ولفت إلى أنه تمت الاستعانة بقوارب مطاطية من سلاح حرس الحدود «وكانت عمليات الإنقاذ جوية وبحرية، ولكن كانت كميات المياه كبيرة جداً». وقال: «للمواطن حق في الاستنكار ولكن الحدث كان كبيراً على رغم تعاملنا معه منذ الدقائق الأولى».مؤكداً أن تضافر الجهات الحكومية أسفر على إنجاز العمل خلال فترة وجيزة. مؤكداً أن ما حدث فيه تنبيه مستقبلي فلا بد من الحذر لأن أرواح السعوديين غالية لدينا. من جانبه، قال المدير العام لمديرية الدفاع المدني الفريق سعد التويجري: « نحن لا نعاني من نقص في المعدات أو الكوادر البشرية، وعملنا على وضع مركزين مساندين للطوارئ تم إنشاؤهما في جدة لتفادي مخاطر الكوارث والأمطار التي حصلت في جدة، أو التي يمكن حدوثها مستقبلاً». وأشار إلى أنهم اجتهدوا لمواجهة الحدث، ولكن لابد من وجود سلبيات أثناء تلك المواجهة، «ولكننا عملنا على تجهيز مواقع متخصصة للطوارئ». في المقابل، وصف أمين مدينة جدة عادل فقيه المشكلة التي مرت على جدة ب «الكارثة» مشيراً إلى أن التعامل معها كان وفقاً للتعامل مع الكوارث، «وتعاملت الأمانة على هذا المبدأ، إذ تتطلب الأمر معالجة الدمار الذي حدث في جدة». بدوره، أوضح المدير العام للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة اللواء عادل زمزمي ل «الحياة»: «أن عدد بلاغات المفقودين في جدة وصل إلى 24 بلاغأ، ويتم التعامل معها». لافتاً إلى وجود خطة متكاملة من الجهات المعنية في جدة للتعامل مع الكوارث. وذكر أن الجهات الحكومية تعمل على تحديد الأحياء المتأثرة البالغ عددها تسعة، مشيراً إلى أن التأثرات تتفاوت من حي لآخر. وأوضح أن أحياء شمال شرق جدة هي الأكثر تأتيراً خصوصاً حي السامر، مؤكداً أن مدينة جدة لم تتأثر بالأمطار لوقت طويل أذ تم تنظيف الشوارع وشفط مياهها، وترميم الشوارع ونقل السيارات المنتشرة في الشوارع، والآن تم تشغيل الشوارع في جدة كافة. وكان الأمير خالد الفيصل جال صباح أمس على أحياء جدة المتضررة، لمدة ثلاث ساعات بتفقد نفق طريق الملك عبدالله الذي تم رفع مياه السيول منه وفتحه أمام السير. ثم توجه إلى مركز الإسناد والطوارئ الاحتياطي لقوات الدفاع المدني الذي أقامته المديرية مؤخراً في المطار القديم للتدخل وقت الحاجة لمساندة فرق قوات الدفاع المدني الأخرى العاملة حالياً بالمواقع المتضررة. واستمع إلى تقرير مفصل عن الأودية الواقعة جنوب وشرق وشمال محافظة جدة ومساراتها من واقع الطبيعة والمسار والاتجاه الذي سلكته السيول الجارفة من هذه الأودية ودخولها إلى أحياء وشوارع المناطق الواقعة جنوب وشرق مدينة جدة. كما استمع إلى تقرير مفصل عن الجهود التي بذلتها قوات الدفاع المدني حتى ظهر أمس والمتمثلة في إنقاذ 2379 شخصاً وإيواء 3246 شخصاً منها 650 أسرة وانتشال 106 من الجثث وتلقي 24 بلاغاً عن مفقودين يجري التعامل معها. بعد ذلك توجه الأمير خالد الفيصل إلى طريق الحرمين السريع وتفقد المنطقة الواقعة شرق الجامعة ومنطقة طريق مكة القديم من الكيلو 9 إلى الكيلو 14 وأحياء القويزة وحي الصواعد وأبرق الرغامة والجامعة واطلع سموه على حجم الأضرار والآثار التي خلفتها السيول في تلك المناطق وتفقد سير عمل الأجهزة المختلفة في تلك المناطق لإزالة الأضرار وفتح الطرق الرئيسة والشوارع الفرعية أمام السير. وشملت جولته جولة تفقدية لبحيرة الصرف الصحي بالطائرات العمودية التابعة لإدارة الدفاع المدني للتأكد على أوضاع بحيرات الصرف الصحي وخاصة بحيرة المسك وعلى الجهود التي تبذلها الأمانة وقوات الدفاع المدني والأجهزة ذات العلاقة في مراقبة ومتابعة منسوب المياه بالبحيرات على مدار الأربع والعشرين ساعة.