باتت مشاهدة الثعلب الروسي في مكةالمكرمة واقتناء فرائه الطبيعي من الأمور السهلة خلال هذه الفترة من العام، بعد أن كان الحصول على فرائه من الأمور الصعبة والنادرة. وتحولت الساحات في مشعر منى إلى سوق كبير للمنتجات الروسية، حيث يفترش الكثير من الحجاج والحاجات الروسيات الأرصفة والطرقات عارضين فيها سلعهم المختلفة التي احضروها معهم من بلدانهم. ويعتبر الثعلب الروسي أحد أكثر المنتجات الروسية لفتاً للأنظار بالنسبة للمتسوقين في المشاعر المقدسة، إذ يعرض عدد من الحجاج الروس كمية من فراء الثعالب الروسية التي لا تزال محتفظة بمخالبها وكذلك أنيابها المفترسة. وتتراوح أسعار فراء هذه الثعالب بين 80 و 100 ريال سعودي، ويعتبر عدد من المتسوقين أن هذه الأسعار تعتبر فرصة لاقتناء مثل هذا الفراء الذي يصنف من فراءات الحيوانات المميزة، ويستخدمه الكثير من المصممين للأزياء في العالم. وتعتبر الآلة الحاسبة وسيلة التفاهم بين التجار الروس والحجاج، إذ إن غالبية الحجاج الروس لا يتحدثون سوى اللغة الروسية، ما جعلها الوسيلة الوحيدة للتفاوض. ويقول الحاج الروسي سلام سبستنوف: «قدمت للحج أكثر من مرة، وأحرص على أن أجلب معي بعض السلع التي نأخذها من التجار هناك لترويجها في المشاعر المقدسة»، مشيراً إلى أنه أحضر العديد من السلع الروسية المشهورة، لكنه يعتبر الثعلب الروسي أحد أهم السلع التي يجلبها. ويضيف: «إننا نشتريها من تجار وصيادي الثعالب في روسيا ونروجها ونبيعها في مكةالمكرمة مستغلين فترة الحج، ووجود عدد كبير من الناس من مختلف أنحاء العالم الذين يعتبرون اقتناء فراء الثعلب الروسي من الأمور المستحيلة لديهم». ويشير الحاج سبستنوف إلى أن هناك الكثير من السلع التي تجلب إلى مكةالمكرمة من روسيا مثل الساعات التي تعتبر مقبولة لدى المستهلكين في الحج، فضلاً عن بعض الأساور والإكسسوارات والقبعات الروسية والجاكيتات الصوفية، إضافة إلى المناظير والأدوات الحادة. ويؤكد أنه يواجه مشكلة في التفاهم مع الآخرين والتفاوض حول الأسعار، وشرح ما يتعلق بتفاصيل السلعة أو المواصفات، ولهذا يستخدم الإشارات للشرح والإيضاح وفي أغلب الأحيان تستخدم الآلة الحاسبة للتعريف بالسعر. سمير الجندي أحد المتسوقين في البازار الروسي يعتبر أن المنتجات المعروضة رخيصة جداً مقارنة مع الأسعار في الأسواق والمحال التجارية، كما أن بعض السلع الموجودة هي ذات جودة ممتازة، وهي فرصة للحاج والمتسوق لاقتنائها أو إهدائها إلى أسرته وأصدقائه. أما زياد صغير فيؤكد أن ترويج هذه المنتجات الروسية هو ترويج للثقافة الروسية، إذ يسوقها في الغالب كبار السن من الحجاج الروس، وتمتاز المنتجات الروسية بالقوة والصلابة، ما يجعل الإقبال عليها كبيراً من الحجاج، كما أن أسعارها تعتبر زهيدة وفي متناول الجميع.