أكدت إدارة مكافحة المخدرات الأردنية استمرار التواصل والتنسيق بينها وبين الأجهزة الأمنية السعودية، لإحباط محاولات تهريب المخدرات بين البلدين. وتُعد المنافذ السعودية على الحدود الأردنية (الحديثة وحالة عمار) الأنشط على مستوى البلاد في إحباط محاولات تهريب المخدرات. على رغم أن الأردن تعد «بلد ترانزيت» في تجارة المخدرات إلى السعودية، إذ ترد غالبية المضبوطات من الأراضي السورية واللبنانية والتركية. وتحتل الحبوب المخدرة الصدارة من بين بقية أنواع المخدرات المضبوطة في المنافذ السعودية على الحدود الأردنية، وفي مقدمتها «الكبتاغون». إلا أن إدارة مكافحة المخدرات الأردنية أوضحت أن «الإقبال المتزايد على حبوب «الكبتاغون» جعل المهرّبين يحاولون بشتى الطرق إيصالها إلى منطقة الخليج». وعزت أسباب اختيار هذا الصنف تحديداً إلى «سعره المتناسب مع الإمكانات المالية للكثيرين، بخلاف بعض الأنواع الأخرى، التي يعد سعرها مرتفعاً لدى غالبية المدمنين، وكذلك تعدد طرق تهريبه». وأشارت إلى أنه حال ضبط أحد المهربين الذين يتعاونون مع أحد السعوديين، يتم «إخطار الأجهزة الأمنية السعودية بذلك». وتكررت محاولات المهربين خلال الفترة الماضية، لاختراق الحاجز الأمني المتمثل في الجمارك. ومنها محاولة إدخال كميّة تتجاوز 49 ألف حبة من طريق منفذ حالة عمار، كانت محملة على متن إحدى الحافلات التي تقل مجموعة من الركاب، ومُخبأة في سلة بلاستيكية. ووضعت الحبوب في أرضية السلّة، وتمت تغطية الأرضية بطبقة بلاستيكية. فيما تلى ذلك بيومين إحباط إدارة مكافحة المخدرات الأردنية تهريب 628 ألف حبة كبتاغون، كانت مخبأة بطريقة محكمة داخل 193 مصفاة هواء، بقصد تهريبها إلى السعودية، مشيرة إلى أنه تم توقيف ثلاثة أشخاص من بين ستة آخرين تورطوا في القضية، ولا يزال البحث جارياً عن الثلاثة الآخرين، وكان من ضمن المضبوطين أحد كبار المهربين في المنطقة. بدوره، قال مدير إدارة مكافحة المخدرات الأردنية سامي عسكر الهميسات، في تصريح إلى «الحياة»: «إن البحث عن الثلاثة الآخرين، والمتهمين في قضية التهريب الأخيرة لا يزال جارياً»، ملمحاً إلى أن بعضهم يحمل الجنسية السعودية، مستبعداً في الوقت ذاته أن يكون أحد منهم من دول الخليج الأخرى. وذكر أن هناك «إجراءات مشددة على المنافذ من ناحية الدخول والمغادرة بشأن تهريب المخدرات، وكذلك في الجانب السعودي». وأوضح الهميسات أن هناك «مباحثات مستمرة وتنسيقاً في هذا المجال»، لافتاً إلى أن «عمليات الضبط بيننا واحدة». وأكد أنه تم «إحباط عمليات تهريب بلا شك»، موضحاً أنه «لا يمكن قياس الحالات على مدة زمنية معينة، لكثرتها». وأشار إلى أن هناك محاولات تهريب من بلدان أخرى، سواءً من مصر أم العراق وغيرها من البلدان. وتوقع أن «تراوح عمليات الإحباط بين حالتين وثلاث حالات شهرياً، فهناك تفاوت بحسب مؤشرات معينة». وأشار إلى أنه يتم التعاون من طرفهم مع الجانب السعودي بتمرير الأسماء لأي أشخاص سعوديين متورطين في أية عملية تهريب مخدرات من البلدين، سواءً أكان بحوزتهم الكميّة أم مستقبلين للأشخاص أم الكميّات المهرّبة. وكشف أن حبوب الكبتاجون تحظى بنسبة عالية من التهريب ما بين الدولتين. وعزا السبب إلى أنها مرغوبة في الأسواق الخليجية «لقلّة أسعارها»، مشيراً إلى أن هناك طلباً متزايداً عليها في الآونة الأخيرة. النشوان ل «الحياة»:محاولات تهريب «الكبتاغون» لا تعرف التوقف أكد المتحدث باسم المديرية العامة لمكافحة المخدرات العقيد سلمان النشوان ل «الحياة»، وجود محاولات تهريب حبوب الكبتاغون بكميات كبيرة إلى المملكة ولا تتوقف، مشيراً إلى أن مكافحة المخدرات تتصدي لها باستمرار، وكذلك منع تهريب أي نوع آخر من المخدرات، مشدداً أن السعودية «مستهدفة». وأشار إلى أن جميع الجهات المختصة في هذا الجانب «تقوم بدورها على أكمل وجه، على رغم اتساع حدود المملكة وكثرة منافذها». يذكر أن آخر المحاولات لتهريب المخدرات إلى المملكة التي تم إحباطها كانت في جمرك الدرة على الحدود السعودية – الأردنية الأسبوع الماضي، وكانت ثلاث محاولات لتهريب كمية من الحبوب المخدرة، بلغت 108 آلاف حبة كبتاغون، كانت مخبأة في مركبات قدمت إلى الجمرك. وذكر المدير العام لجمرك الدرة عادل عسيري: «إن مركبة كانت قادمة إلى الجمرك، وأثناء إنهاء الإجراءات الجمركية المعتادة، عُثر على 60 ألف حبة كبتاغون، كانت مخبأة في تجويف «مجرى التكييف الخاص بالمركبة». وأوضح أن رجال الجمرك عثروا على 28 ألف حبة مخبئة في مخبأ تم إعداده وتجهيزه بغرض التهريب في «عمود الدوران» الخاص بإحدى المركبات القادمة للجمرك. واكتشف رجال الجمرك 20 ألف حبة كبتاغون مخبأة داخل تجويف تم تجهيزه داخل «الهوبات» الخاصة بالمركبة التي كان المهرب يقودها».