استوكهولم - أ ف ب - هبطت طائرة «آرباص» في مطار استوكهولم أمس مستخدمة تقنية محافظة على البيئة. وتمكن قبطانها هنريك اكستراند من توفير 300 ليتر من الكيروزين (وقود الطائرات) على شركة «نوفار» التي يعمل لديها، ما يتيح الحد من كلفة الرحلة ومن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وأنجزت شركة الطيران السويدية سلسلة مؤلفة من عشر رحلات تجريبية، هي الأولى من نوعها في أوروبا، تقضي باعتماد مقاربة جديدة للهبوط، باتباع منحنى وبطء مدروسين لتجنب الأروقة الجوية الطويلة التي تمتد كيلومترات. وتحظى تقنية الهبوط «الخضراء» التي تعتمد الملاحة فيها على الأقمار الاصطناعية، باهتمام دول شمال أوروبا، والسويد خصوصاً، بدعم من شركة الطيران الاسكندنافية «أس أي أس» ومطار استوكهولم - ارلندا الدولي. وبدأت «أس أي أس» تجاربها عام 2006 للحد من استهلاك الكيروزين، وخفض التلوث والضجيج. ونجحت شركة «نوفار» بدمج تقنية الهبوط الصديقة للبيئة، وتقصير مدة الرحلة، وذلك من طريق نظام التموضع الشامل. واعتبر رئيس شركة «أفتيك» التي تدير هذا المشروع السويدي، لارس ليندبرغ، هذا الحدث «بداية التحول من نظام يعتمد على القواعد إلى نظام يعتمد على الفعالية». وسمحت هذه التقنية التي بدأ تطبيقها على الرحلات التجارية لنقل الركاب بادخار 165 ليتراً في الرحلة الواحدة كمعدل منذ حزيران (يونيو) الماضي. وحدد مطار استوكهولم - ارلندا الدولي هدفاً يقضي باعتماد 80 في المئة من الرحلات الجوية على تقنية الهبوط هذه بحلول عام 2012 من أجل الحد من الانبعاثات، وشهد منذ كانون الثاني (يناير) 2006، 2000 عملية هبوط من هذا النوع قامت بمعظمها طائرات تابعة لشركة «أس أي أس». وأفادت الهيئة الأوروبية لتنظيم المجال الجوي الأوروبي، بأن شركات طيران أوروبية عدة بدأت بتجارب من هذا النوع ومن بينها «آر فرانس» و «ناف بورتوغال» و «تاب بورتوغال» و «ايسلندار» و «ايبيريا». وتهدف شركات الطيران إلى الحد من التلوث الذي تنتجه، ومن كلفة رحلاتها، لا سيما في ظل الصعوبات التي تواجهها نتيجة الأزمة المالية العالمية. ويؤكد الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ، أن النقل الجوي مسؤول عن اثنين في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، وعن 13 في المئة من الانبعاثات الناتجة من وسائل النقل.