حقق الجيش الوطني الليبي تقدماً مهماً في بنغازي وأنحاء قريبة من طرابلس أمس. وبثت قناة «العربية» أن الجيش أعلن انسحاب كتائب مصراتة من جنوب العاصمة في شكل كامل، فيما أطلقت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا مبادرةً تقضي بوقف العمليات العسكرية فوراً في كل مناطق ككلة والقلعة (غرب)، يُفترض أن يكون بدئ تنفيذها منتصف ليل أمس، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، على أن تمتد الهدنة مدة لا تقل عن 4 أيام. وأفادت مصادر إعلامية بأن الجيش الليبي بدأ اقتحام ورشفانة قرب طرابلس، في حين تواصلت المعارك بين قواته وعناصر حركة «أنصار الشريعة» في جامعة بنغازي، ليصل عدد قتلى المعارك في المدينة إلى 66 شخصاً منذ الأربعاء الماضي. وقال مصدر في الجيش إن «ميليشيات فجر ليبيا دُحرَت إلى مسافة 40 كيلومتراً غرب طرابلس، في عملية عسكرية بدأت ظهر الجمعة» (أول من أمس). وأضاف أن الجيش في طريقه للسيطرة الكاملة على منطقة ورشفانة بعد إحكام سيطرته على مناطق الناصرية ورأس اللفع جنوب غربي العاصمة، وبات الآن على مشارف العزيزية أول الأحياء الجنوبية للعاصمة. وأفاد المصدر ذاته عن سقوط 4 قتلى خلال معارك في مناطق بوشيبة والناصرية. وأضاف أن «تطهير العاصمة من ميليشيات المتشددين بات مسألة وقت»، على رغم استمرار القتال حول مدن ككلة ويفرن والقلعة. في المقابل، روى شهود أن ميليشيات «فجر ليبيا» تقهقرت إلى مشارف العاصمة وتمركزت على جسر الزهراء وسط ورشفانة. وكانت ميليشيات الزنتان شنت بالتعاون مع حلفاء لها في 11 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري هجوماً على ككلة والقلعة اللتين تدعمان ميليشيات «فجر ليبيا»، وهي تحالف غير متجانس من الميليشيات الإسلامية ومسلحي مدينة مصراتة. وقال رئيس الحكومة عبد الله الثني إن قوات الزنتان أصبحت تعمل تحت قيادة السلطات الليبية وانضمت إليها وحدات أخرى موالية للحكومة، التي أقامت مركز قيادة في منطقة بئر الغنم (89 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس) لإدارة العمليات العسكرية في الغرب بالتنسيق مع قيادة الأركان. وشدد الثني على أن «كل القوى تعمل تحت قيادة الجيش لتحرير طرابلس». وفي شأن مبادرة الأممالمتحدة، قال الثني إنه لم يتلقَّ أي شيء. وأضاف: «إذا كانت لديها مبادرة، عليها أن تعرضها أولاً على السلطات الشرعية». بنغازي في بنغازي، دارت معارك عنيفة في أماكن متفرقة من المدينة، فيما شنت مقاتلات سلاح الجو الموالي للّواء المتقاعد خليفة حفتر غارات على عدة مواقع يتمركز فيها الإسلاميون في منطقتي المساكن وبوعطني على الطريق المؤدية لمطار بنينا (جنوب شرق). وقُتل 4 أشخاص بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف ليل أول من أمس حاجزاً أمنياً أقامه مسلحون موالون لحفتر في منطقة بوهديمة، وسط المدينة. وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون حذّر من بدء «مجموعات تابعة لداعش بالتحرك في بلدان منطقة الساحل الأفريقي وضمنها ليبيا». وأعرب حفتر عن رضاه عن نتائج معارك بنغازي، مضيفاً أن «النصر بات قريباً، واللحمة الوطنية بين الشعب والجيش التي جسّدها شباب بنغازي تسرّع وتيرته». وحضّ على «الابتعاد من العمليات الانتقامية»، وتسليم المعتقلين إلى الجيش الليبي لكي يتسنى تقديمهم للعدالة. وأكد أهمية «الحفاظ على النسيج الاجتماعي في بنغازي وعدم الانجرار إلى الجهوية»، واعتبر أن «لا أحد يستطيع تقسيم ليبيا».