صعّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس حملته على نظام الرئيس بشار الأسد، بعد أيام من اللغط الذي أثاره كلامه عن الاضطرار «في نهاية المطاف» إلى «التفاوض» مع الرئيس السوري، إذ قال الوزير في بيان وُزِّع في واشنطن أن الولاياتالمتحدة «منزعجة جداً» من تقارير للمعارضة السورية عن استخدام النظام غاز الكلور السام، في هجوم استهدف قبل أيام بلدة سرمين بريف إدلب. وأضاف: «نمعن النظر في هذه المسألة وندرس الخطوات التالية... وإذا صح (الهجوم بالكلور) سيكون ذلك أحدث مثال مأسوي لفظائع نظام الأسد ضد الشعب السوري التي يجب أن يدينها المجتمع الدولي بالكامل» (للمزيد). وصدر موقف كيري في وقت اهتم مراقبون أمس بإشارة جنرال أميركي بارز إلى إمكان دخول جنود من دول مؤيدة لمعارضي الأسد، إلى الأراضي السورية للمساعدة في حماية الفصائل «المعتدلة» التي يخطط الأميركيون لتدريبها وتجهيزها في عدد من دول المنطقة، خصوصاً أن ذلك سيمثّل التدخل الأول من نوعه لدولة من الدول المعارضة للنظام. وعلى رغم أن الهدف الأول للمعارضة المعتدلة سيكون، كما يبدو، استعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، إلا أن تعرضها لضربات محتملة من طائرات النظام، ربما يفتح الباب أمام مواجهة أوسع. في غضون ذلك، أكدت الحكومة السورية وناشطون استعادة جيش النظام وحلفائه مناطق خسروها قبل 10 أيام في شمال مدينة حلب، ما يؤشر إلى وجود إصرار على تكرار محاولة فرض طوق على كبرى مدن شمال سورية، بعدما مني آخر هجوم للنظام في المنطقة بفشل ذريع قبل أسابيع. ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال راي أوديرنو قوله أن بعض حلفاء الولاياتالمتحدة في القتال ضد متشددي «داعش» في سورية، ربما يكونون مستعدين لإرسال جنود لمرافقة ودعم قوة من مقاتلي المعارضة الذين وُضعت خطط لتدريبهم وإعادتهم إلى سورية. وأبلغ أوديرنو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في وقت متقدم ليل الأربعاء أن الجيش على علم بأن قوة المعارضة السورية ستحتاج إلى مساعدة ودعم لدى إعادتها إلى سورية، وأنه يدرس أفضل السبل لتقديم تلك المساعدة. وسُئِل هل القوات الموالية للأسد ستحاول على الفور القضاء على قوة المعارضة التي سيدربها التحالف، فأجاب أن الحلفاء سيكونون حذرين في شأن الأماكن التي سيُرسل إليها مقاتلو المعارضة، والعمليات التي سيضطلعون بها في البداية. لكنه أردف: «ونحن ندرس استخدام تلك القوات حال تدريبها، علينا أن نكون حذرين جداً في شأن كيف سنفعل ذلك... سيكون هناك بعض عناصر الدعم الضرورية لمساعدتهم». ولم يحدد أوديرنو نوع هذه العناصر، وغالباً ما تُستخدم الكلمة للإشارة إلى جنود يتولّون مهمات المخابرات والاستطلاع والإجلاء الطبي والاتصالات ومهمات أخرى تدعم العمليات القتالية. وقال أوديرنو أنه بالنظر إلى أن الغرض من إنشاء قوة مقاتلي المعارضة، هو التصدي لمتشددي تنظيم «داعش» فإن الحلفاء سيقومون بمسعى في بادئ الأمر لوضعها في مكان من غير المرجح أن تتعرض فيه لهجوم من جيش الأسد.