أثار الاعتداء المسلح الذي نفذه إرهابيان في عملية احتجاز رهائن في متحف باردو المجاور لمبنى البرلمان في العاصمة التونسية، وأدى إلى مقتل 23 شخصاً هم 20 سائحاً أجنبياً وثلاثة تونسيين، إدانة واسعة في لبنان. وابرق رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ورئيس البرلمان محمد ناصر مؤكداً التضامن «في وجه الجماعات الارهابية التكفيرية»، ومشدداً على ان الاعتداء «يؤشر الى مخاطر تطاول الاستقرار في دول المنطقة». وقال رئيس الحكومة تمام سلام في برقية إلى نظيره التونسي الحبيب الصيد: «اننا باسم الشعب اللبناني الذي عانى وما زال فظائع الإرهاب، نستنكر هذا العمل الهمجي الذي يطاول التجربة التونسية المميزة التي حظيت باهتمام العالم واحترامه»، مؤكداً: «إننا على ثقة بأن تونس، بحكمة قيادتها وقواها السياسية، وبالدرجة العالية من الوعي التي أظهرها الشعب التونسي قادرة على تخطي هذه المحنة القاسية واستعادة عافيتها والمضي بثبات في المسار الذي ارتضاه أبناؤها». وأبرق زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري إلى السبسي، مندداً ب «الهجوم الإرهابي وهو حلقة جديدة من حلقات الضلال التي تواجه البلاد العربية، وتريد للشعب التونسي الأبي أن يتراجع عن الإنجازات الكبيرة التي حققها، وعن المسار الديموقراطي الذي اختاره وعمّده بتضحيات أبنائه، كي تبقى تونس مساحة للانفتاح والحوار والحداثة العربية والإسلامية». أضاف: «إننا على ثقة تامة بأن الشعب التونسي بقيادتكم سيواجه هذا العصف الإرهابي بالمزيد من الوحدة والتماسك، ولن يسمح لفلول التطرف والضلال بأن تنال من حقوقه في حماية دولته الديموقراطية ونظام الحياة الذي ارتضاه، والذي سيبقى علامة فارقة تقتدي به الشعوب الشقيقة والمجاورة». جريمة موصوفة ضد الإنسانية واعتبر رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة «أن ما شهدته تونس «جريمة مشبوهة الدوافع والأهداف والأدوات، وهي جريمة موصوفة ضد الإنسانية تمت على أيدي إرهابيين لا علاقة لهم بالدين ولا بالأخلاق ولا بالوطنية ولا بالإنسانية». وإذ أكد «أن الواجب الإنساني يقتضي من الجميع، مساعدة تونس للكشف عن المجرمين والاقتصاص منهم وممن يقف خلفهم»، رأى «أن التجربة التونسية في إطلاق ثورة الربيع العربي والدعوة إلى التغيير وتطبيق الديموقراطية وتعزيز الحريات واستعادة الكرامة تجربة رائدة تجب حمايتها في وجه من يتقصد إجهاضها». الإرهاب يعمم حقده على الجميع ودان «حزب الله» بشدة «الجريمة الإرهابية النكراء. واعتبر إنها «حلقة في سلسلة الإرهاب الذي يطاول الإنسان والمقدسات والتراث ويضرب الأمن والاستقرار ويشوه صورة الدين الحنيف ويمزق وحدة الأمة ويهدد مستقبل أبنائها وعيشهم الآمن والحر لا يميز بلداً عن آخر أو طائفة عن أخرى أو مجموعة سياسية أو اجتماعية عن أخرى، إنما يعمم إرهابه وحقده على الجميع خدمة للعدو الصهيوني ومن يقف وراءه من دول وقوى وأجهزة مخابرات». وقال: «على الجميع، دولاً وأحزاباً ومؤسسات وقوى حية وعلماء ومفكرين وعموم أبناء أمتنا وشعوبها، الوقوف صفاً واحداً والعمل على المستويات كافة، فكرياً وفقهياً وتشريعياً وسياسياً وإعلامياً في مواجهة الإرهاب والتكفير وأعماله الخطيرة وجرائمه الفظيعة ونتائجه المدمرة».