يستعرض الأديب الإيراني الدكتور محمد رضا شفيعي كدكني في العدد الجديد من سلسلة كتب «عالم المعرفة»، التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، «الأدب الفارسي منذ عصر الجامي وحتى أيامنا». وجاء الفصل الأول من الكتاب الذي يقع في ستة فصول، وترجمه إلى العربية الدكتور بسام ربابعة، موسوماً بالعصر التيموري 1350-1486، واشتمل على دراسة وتحليل للشعر الفارسي، مبيناً الظروف التي أحاطت بالأدب الفارسي، وناقداً لمقولة «انتهاء العصر الذهبي للشعر الفارسي بوفاة حافظ الشيرازي»، ومعرفاً بالأديب الفارسي عبدالرحمن الجامي وآثاره الأدبية. ويتناول المؤلف في الفصل الثاني العصر الصفوي 1486-1724 من خلال نقد وتحليل الشعر والنثر، مبيناً الأساليب الشعرية التي كانت سائدة في ذلك العصر وخصائصها، من حيث المضمون والأفكار والصور الشعرية التي استعملها الشعراء في أشعارهم وضرب أمثلة على ذلك. وقدم المؤلف في الفصل الثالث العصر القاجاري 1772- 1923، وتناول العوامل التي تركت تأثيرها الواضح على الأدب الفارسي في هذه المرحلة، وسقوط الأسرة الصفوية، موضحاً خصائص اللغة الشعرية والمضمون والوزن والقافية، من خلال أشهر شعراء تلك الفترة. وتناول الفصل الرابع العصر الدستوري، وتطرق فيه إلى السنوات التي أدت إلى حركة 1920 الدستورية، مشيراً إلى أهم خصائص هذا العصر، من حيث الشكل والأغراض الشعرية، وقدم ترجمة لأشهر شعراء هذه المرحلة كبهار والسيد أشرف الدين الحسيني ونسيم الشمال وبروين اعتصامي وفرخي اليزدي ونيما يوشيج الذي عده المؤلف رائد الشعر الفارسي. وتحدث الفصل الخامس عما بعد انقلاب 1920، وشرح فيه المؤلف الأوضاع التي كانت تعيشها إيران في تلك الفترة وبين تيارات الشعر الفارسي، كما عمل على توضيح جهود نيما يوشج وتجاربه من أجل الخلاص من قيود الشعر الكلاسيكي، والتغيّرات التي أحدثها في الشعر الفارسي المعاصر في الشكل والأفكار والمضامين والصور الأدبية واللغة الشعرية والموسيقى الشعرية. فيما اختتم المؤلف في الفصل السادس ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأشار إلى وضع الشعر بعد سنوات الحرب، لافتاً إلى أشهر شعرائها كأحمد شاملو واخوان ثالث وفروغ فرخزاد وسهراب سبهري. كما تحدث عن نهوض الكتابة القصصية في تلك الفترة، ونهوض القصة القصيرة في الأدب الفارسي، وريادة محمد علي جمال زادة وصادق هدايت اللذين عدهما المؤلف أشهر الأدباء الإيرانيين في القرن العشرين، ثم الجيل التالي كبرزك علوي وجلال آل أحمد وصادق جوبك وإبراهيم كلستان ومحمود اعتماد زادة وسيمين دانشور وهوشنك كلشيري. يذكر أن كدكني يتمتع بشهرة واسعة في إيران، ويعد من أهم النقاد الفرس، وهو من مواليد 1939 في نيسابور التابعة لخرسان. ويعد كتابه هذا الأول الذي يترجم للغة العربية، من خلال إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت.