لم تتأخر ايران في إعلان عدم ارتياحها الى قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ادانة تشييدها محطة نووية سرية قرب مدينة قم، واحالة القرار على مجلس الامن لحسم فرض رزمة رابعة من العقوبات الدولية عليها. ووصف الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست القرار أمس بأنه «استعراضي وعديم الفائدة»، ويهدف الى الضغط على مواقف ايران في شأن برنامجها النووي، مؤكداً ان بلاده لن تجد نفسها ملزمة بتنفيذ «التزامات أكبر»، اذا لم تخدم عضويتها في معاهدة الحظر النووي «حقوقها الشرعية»، فيما شدد على استمرار تعامل ايران مع الوكالة. لكن المندوب الايراني لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية لمّح الى ان ايران قد تقلص تعاونها مع الوكالة الى الحد الادنى المفروض في معاهدة حظر الانتشار النووي، «أي الالتزام بالسماح بعمليات التفتيش لازالة الغموض فقط، كما حصل لاعلان وجود موقع فردو قرب قم». وأكد سلطانية تمسك بلاده بحقها في تخصيب اليورانيوم لغايات مدنية، والذي تضمنه معاهدة حظر الانتشار النووي، مؤكداً ان «لا قرارات الوكالة ولا العقوبات والتهديدات بمهاجمة منشآتنا النووية، ستوقف نشاطاتنا في مجال التخصيب». ولم يستبعد محمد اسماعيل، نائب رئيس لجنة الامن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان، درس المشرّعين احتمال الانسحاب من الوكالة الذرية. وانتقد القرار أيضاً عضو مجلس خبراء القيادة الايرانية أحمد خاتمي، معتبراً انه «سياسي وليس فنياً، ما يضر بصدقية الوكالة الذرية ومجلس حكامها، أكثر من الجمهورية الاسلامية نفسها». وأكد في خطبة عيد الاضحى في جامعة طهران ان أسلوب تعاطي الوكالة مع البرنامج النووي «السلمي» لايران «يجعل صدقية الوكالة على المحك، ولن يشجع باقي الدول على الانضمام اليها للاشراف على برامجها النووية». واصرّ خاتمي على ان تنفيذ الوكالة تعهداتها الخاصة بتزويد ايران وقوداً نووياً لمحطة البحوث الطبية في طهران «واجب شرعي». وقال: «لو فعلتم ذلك، لانتهى الامر»، مضيفاً: «اذا لم تتعاونوا، عليكم ان تعلموا ان امتنا التي استطاعت تحصيل حقوقها في التكنولوجيا ستؤمن ايضاً الوقود لمفاعلها. انه امر قانوني يتفق مع الضمانات الدولية». الى ذلك (أ ف ب)، برر المندوب البرازيلي لدى الوكالة الذرية جوزيه فاليم غيريرو امتناع بلاده عن التصويت لدى اصدار الوكالة قرار ادانة ايران، بأن فرض عقوبات جديدة على طهران «لن يؤدي الى نتيجة في عملية التفاوض». واضاف: «الحوار أفضل من المواجهة»، موضحاً ان البرازيل ستغتنم فرصة شغلها مقعداً غير دائم في مجلس الامن بدءاً من كانون الثاني (يناير) المقبل حتى نهاية عالسنة 2011 للمساعدة في المفاوضات. وأبدى اعتقاده بأن ايران لا تتجه الى صنع قنبلة نووية، معتبراً ان المشكلة تكمن في انعدام الثقة المتبادلة المستمر منذ بعض الوقت.