تجاوز عدد الوفيات في جدة لليوم الثالث على التوالي المئة من جراء السيول والفيضانات التي داهمت المدينة الأربعاء الماضي نتيجة هطول أمطار غزيرة. وقالت مصادر في الدفاع المدني ل «الحياة»: «إن عمليات الإنقاذ والتحري لا تزال مستمرة في المناطق المتضررة من شرق جدة، إذ وصل عدد الوفيات حتى الآن إلى 98 حالة»، مؤكدة أن العدد قابل للزيادة، خصوصاً أن فرق الإنقاذ تواصل أعمالها في فك احتجاز السيارات والمواطنين داخل مساكنهم. وأشارت المصادر إلى أن لجنة استقبال طلبات المتضررين لا تزال تتلقى الطلبات من المواطنين بعدما تم إسكان ما يزيد على 1250 أسرة في خمسة مراكز للشقق المفروشة في شمال جدة. ولفتت المصادر إلى أن العمل قائم على إزالة آثار السيول من تراكمات للسيارات والأثاث التي انتشرت على طول طريق الحرمين الرابط بين المشاعر المقدسة ومطار الملك عبدالعزيز، بحيث يكون في استقبال الحجاج وقت نفرتهم اليوم. كما جددت مديرية الدفاع المدني السعودية تحذيراتها للمواطنين والمقيمين من هطول أمطار كثيفة متوقعة على مدينة جدة خلال ال 24 ساعة المقبلة، وطالبت المواطنين بأخذ الحيطة والحذر وعدم التواجد في المواقع التي تشهد ارتفاعاً في منسوب المياه، أو في الأودية التي تتعرض الى السيول. وفي المقابل، قال وكيل أمين جدة إبراهيم كتبخانه: «إن الأمانة تعتزم تشغيل نفق الملك عبدالله الذي غمرته المياه بالكامل اليوم الأحد بعد الانتهاء من أعمال شفط المياه التي تجمعت نتيجة سيل الأربعاء، وكذلك أعمال الصيانة اللازمة وصيانة الطريق». وأوضح أن نفق الملك عبدالله الذي غمرته المياه بالكامل مجهز بمضختين سعة كل واحدة منهما 2500 متر مكعب، لكن السيول القادمة من طريق المدينة والشرفية والأحياء المجاورة فاقت طاقة المضخات ووصلت إلى 7500 متر مكعب في الساعة وخلال 10 ساعات وصلت المياه في النفق إلى 70 ألف متر مكعب وسيتم فتح الطريق خلال 24 ساعة. وقال: «إن أعمال الشفط تتواصل في أحياء عدة من جدة إذ يجرى العمل كذلك في نفق الأمير ماجد الذي يتبع جامعة الملك عبدالعزيز»، مشيراً إلى وجود تنسيق بين الأمانة والجامعة للانتهاء من المشكلة، وقال: «تعمل الأمانة حالياً بشفط المياه المتجمعة فيه، التي سببتها المصبات الموجودة من الجامعة ومن المناطق المحيطة التي كانت تقوم بالتصريف في منطقة النفق فتجمعت المياه وتسبب بهذا التراكم». وأضاف: «أنه تم الانتهاء من تنظيف مجرى السيل الجنوبي وتم سحب الردميات والسيارات التالفة والطمي والرمال التي تراكمت في المجرى وإعادة بناء جسم القناة الذي انهار لتسهيل انسياب تدفق المياه، وتشغيل القناة الجنوبية لتفادي تجمعات أية أمطار أو سيول مستقبلاً». وأشار رئيس لجنة الأمطار التنفيذية المدير العام للطرق فيصل شاولي إلى أنه ووفقاً لخطة التصريف تم الانتهاء من كل الشوارع الرئيسية في المدينة، ويجرى حالياً العمل في كل البلديات، خصوصاً في مناطق جنوبجدة تنفيذاً لتوجيهات محافظ جدة لإزالة الضرر عن السكان والمناطق المتضررة. من جانبه، كشف رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية الدكتور مفلح القحطاني تحركات سريعة تنفذها «الجمعية» بهدف درس المسببات الرئيسة للأضرار الناجمة عن الأمطار التي سقطت على محافظة جدة الأربعاء الماضي، وقال ل «الحياة» أمس: «كلفت الجمعية فرقها الخاصة بمتابعة أعمال موسم الحج هذا العام، بدرس هذه الحادثة، وتحديد مسبباتها، مع الحرص على إعداد تقرير متكامل يدمج مع التقرير النهائي الذي سيعده الفريق بعد انتهاء موسم الحج». وأضاف: «على ضوء هذا التقرير سيتم تحديد دور الجمعية، فإذا ثبت لدينا قصور في إداء بعض الجهات الحكومية، فإننا سنتبنى الدفاع عن حقوق المتضررين من هذه الحادثة، وسنقدم لهم المشورة في حال تقدمهم بشكاوى ضد الجهات المتسببة، أما إذا ثبت العكس فإن الجمعية لن تتدخل لأنه في هذه الحالة يعد الخطأ من المتضررين لأنهم لم يلتزموا التحذيرات الحكومية».