أنهت القوات الأمنية المشاركة في تمرين «وطن 85» مهمتها أمس، على مقربة من الحدود العراقية، وحضر حفلة ختام التمرين ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، بحضور الأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي، وعدد من كبار القطاعات الأمنية والعسكرية في دول الخليج، وعدداً من الدول العربية والأوروبية، وشارك في التمرين 1500 رجل أمن. وطبقت الداخلية في تمرينها أمس، فرضيات لاقتحام الحدود من عناصر إرهابية تسللت من دول مجاورة، وتمكنت من السيطرة على جزء من المنفذ الحدودي بشكل موقت، وحاكت التجربة اقتحامات منْفَذي «سويف الحدودي مع العراق، وشرورة الحدودي مع اليمن»، وكان لباس المقتحمين في الفرضيات أمس شبيهاً بلباس عناصر تنظيم «داعش»، ابتداء من الأقنعة السوداء وحملهم الأحزمة الناسفة. واستعرضت القوات الأمنية جهدها أمس في الهجوم على العناصر الإرهابية بواسطة آلات، من دون تدخل بشري، وعبر الكائنات الحية التي هاجمت المقتحمين، وسهلت مهمة القبض عليهم. وأكد المدير العام لحرس الحدود اللواء عوّاد البلوي، أن التمرين هدف إلى «رفع كفاءة رجال الأمن وتحقيق التجانس بين كل العناصر»، وأضاف: «التمرين جاء ليؤكد ترسيخ الأمن في هذه البلاد (...) ولدينا الثقة بالرصد والتحليل الأمني وأداء المهمة على أكمل وجه، وأثبت التمرين مقدرة رجال الأمن على تنفيذ المهمات الموكلة إليهم». من جهته، قال قائد التمرين التعبوي الأول، الذي تنفذه قوات حرس الحدود، العقيد معيض العجبان إن الأحداث المتسارعة في المنطقة والمتغيرات والتحديات التي تواجهها المنطقة «تتطلب الاستعداد لأي طارئ». وأكد العجبان أن التمرين عمل على تحقيق «سرعة تبادل المعلومات بين القطاعات الأمنية وتشكيل خلايا للأزمة لحظة حدوثها، والتأكد من جاهزية القطاعات في حال حدوث خطر»، وشمل التمرين فرضيات «إخلاء المجمعات السكنية وتحقيق الضربات الاستباقية في مواجهة العناصر المتسللة». وأشار إلى أن التمرين كان من ضمنه التدرب على «مواجهة خلايا نائمة في الداخل تعاطفت مع خلايا إرهابية في الخارج، استطاعت أن تقتحم مقار أمنية على الحدود وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة». وكان واضحاً في العرض الأمني أمس، فرضية تمكين العناصر الإرهابية المتسللة من دولة مجاورة للسعودية، من تفجير أجزاء من المنفذ الحدودي السعودي، وقتل رجال الأمن والاستيلاء على مركبات أمنية، ومن ثم الانطلاق بها إلى داخل المدينة. وأبرز التمرين استجابة القطاعات الأمنية لمباشرة الحادثة الإرهابية، وتقسيم المناطق على شكل دوائر مختلفة مستويات الخطورة، وتمكُّن الإرهابيين من قتل عدد من رجال الأمن وإصابة بعضهم، ومن ثم تفجير أنفسهم بواسطة أحزمة ناسفة، على غرار حادثة تسلل عناصر من «داعش» واقتحامهم منفذ جديدة عرعر في كانون الثاني (يناير) الماضي. وأوضح العجبان أن التمرين تم الاستعداد له خلال الأسبوعين الماضيين، وأثبت «مقدرة رجال الأمن على التصدي لكل الهجمات الإرهابية المفاجئة، على رغم تسجيل قواتها خسائر بشرية». وقدمت القوات الأمنية فرضيات «للانسحاب التكتيكي من المنافذ الحدودية، كما طبقت وسائل السلامة والإنقاذ في أعلى المستويات». وأوضح العجبان أن التمرين مكّن القوات من «إنشاء بيانات وجمعها وتحليلها، وتمكن من تشكيل القيادة الواحدة خلال فترة وجيزة، ومكنت الفرضية العناصر المتسللة من تجاوز جميع السواتر الحديدية والترابية للمملكة بعد تفجيرها بواسطة متفجرات معهم». ودشنت الوزارة آليات جديدة نفذت عمليات من بُعد (روبوت) لمهاجمة الإرهابيين المتحصنين في المقار التي استولوا عليها، إذ تمكن «الروبوت» التقني من قتل العناصر الإرهابية، بواسطة أجهزة عن بعد، وسحب جثامينهم لإبعادها عن مكان الحادثة. مشاهدات وزعت وزارة الداخلية خلال التمرين أمس، تعميماً في شأن تصوير «بعض رجال الأمن وهم بالزي العسكري وصفتهم الوظيفية، ومن ثم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وقالت الوزارة: «لاحظنا خلال الفترة الماضية قيام بعض رجال الأمن بنشر مقاطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، ولخطورة هذه التصرفات سنتخذ إجراءات عدة». استمرت فعاليات التمرين نحو خمس ساعات متواصلة على مقربة من الحدود العراقية. التقط الأمير محمد بن نايف صوراً خاصة مع عدد من رجال الأمن. حضر التمرين أمين مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، وقيادات أمنية وعسكرية من دول الخليج وأميركا وفرنسا وأستراليا وبريطانيا والأردن ومصر، وعدد من الدول. كان واضحاً في زي المتسللين، خلال فرضيات التمرين، اللون الأسود والأقنعة والحزامات الناسفة، في إشارة إلى اللباس الذي يرتديه عناصر تنظيم «داعش» في العراق وسورية. نجح التمرين في اختتامه من دون تسجيل خطأ واحد. منح مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات الفريق أول سعيد القحطاني جميع المشاركين في تمرين «وطن 85» إجازة أسبوعين.