كابول، بروكسيل - أ ف ب، رويترز – أطاحت ذيول حجب معلومات عن مقتل 30 أفغانياً في عملية أمرت القوات الألمانية في البلاد بتنفيذها، وزير العمل الألماني وزير الدفاع السابق جوزف فرانتس يونغ، غداة إعفاء قائد الجيش الألماني فولفغانغ شنايدرهان ووزير الدولة لشؤون الدفاع بيتر فيشيرت من منصبيهما للسبب ذاته. ويعتقد مراقبون بأن الانعكاسات السياسية لفضيحة إخفاء وزارة الدفاع الألمانية معلومات عن الغارة الجوية التي نفِذت في ولاية قندوز شمال أفغانستان في الرابع من أيلول (سبتمبر) الماضي، بقرار اتخذه قائد عسكري ألماني، لم تنته بعد، في وقت يتجه البرلمان إلى تشكيل لجنة للتحقيق في القضية. وقبلت المستشارة أنغلا مركل استقالة حليفها يونغ الذي برر أمام البرلمان أول من أمس نفيه مقتل مدنيين، بتلقيه تأكيدات من السلطات الأفغانية في هذا الشأن، علماً ان المسألة ذات أبعاد مهمة في ألمانيا، ترتبط بتأكيد المسؤولين لدى إرسالهم قوات إلى أفغانستان العام 2000 أن «مهمتها لن تنحصر بخوض حرب في هذا البلد، بل تشمل مساعدته في استعادة عافيته والمساهمة في إعماره، مع الحفاظ على حق هذه القوات في الدفاع عن نفسها». واعتمدت كل الحكومات الألمانية هذا المبدأ مقياساً للتوافق داخل البرلمان، وضمان أكثرية نيابية لتأييده، ب «اعتباره يبعد الجنود الألمان عن محظور تعريض حياة مدنيين أفغان للخطر، كما يحصل مع القوات الأميركية». في غضون ذلك، تعهد زعيم الحزب الإسلامي المتمرد، قلب الدين حكمتيار مواصلة الحرب حتى «رحيل الغزاة الأجانب، وتشكيل حكومة إسلامية». وقال: «تواجه القوات الأميركية الفشل، وتعترف بأنها لا تستطيع دحر المقاومة، فيما تؤكد كابول ان مناطق كثيرة خارجة عن سيطرتها». وعلى رغم رفض الزعيم الروحي ل «طالبان» الملا محمد عمر، في بيان نادر أصدره الأربعاء الماضي، دعوة الرئيس حميد كارزاي الى الالتحاق بمسيرة السلام والاستقرار والرخاء، كرر كارزاي أمس في مناسبة عيد الأضحى المبارك هذه الدعوة قائلاً: «لن أتخلى عن هذا المطلب. وأتمنى أن يدرك الملا محمد عمر وغيره أن الأمر ضرورة قومية». الى ذلك، نجا طوريالاي ويسا، حاكم ولاية قندهار (جنوب)، من محاولة لاغتياله نفذت بتفجير قنبلة زرعت على جانب طريق، وأدت الى جرح شرطي. وفيما يتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلثاء المقبل إرسال عشرات الآلاف من الجنود في إطار تعزيزات لمحاربة «طالبان» في أفغانستان، أعلن مصدر عسكري في الحلف الأطلسي (ناتو) ان حلفاء الولاياتالمتحدة سيعلنون إرسال تعزيزات الى هناك تتراوح بين أربعة وخمسة آلاف جندي، بعد حسم أوباما قراره. في باكستان، قتل قائد ميليشيا مناهضة ل «طالبان» يدعى شاهبور خان بانفجار عبوة يدوية الصنع في منطقة بادان بإقليم باجور القبلي (شمال غرب)، علماً ان سلفه ميك رحمة الله اغتيل بعملية انتحارية في الإقليم ذاته العام الماضي. وأعلن الجيش ان جنوده قتلوا 15 من «طالبان» في منطقة معبر خيبر الحدودي الذي يستخدم لتموين قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان.