قفز النصر إلى وصافة ترتيب المجموعة الأولى في دوري أبطال آسيا، بعد أن حقق فوزاً ثميناً على ضيفه بيروزي الإيراني بثلاثة أهداف من دون رد، في الوقت الذي عاد الهلال بالتعادل السلبي من مواجهة فولاذ خورستان الإيراني لمصلحة المجموعة الثالثة. النصر - بيروزي جاءت البداية حذرة من الفريقين، وانحصر اللعب خلال الدقائق الأولى في متوسط الميدان، الذي تحوّل إلى غابة من السيقان، مع غياب للمحاولات الهجومية الخطرة أمام المرميين، واعتمد أصحاب الضيافة كثيراً على تحركات الثلاثي أدريان والفريدي وفابيان، الذين شكلوا دعامة حقيقية للمهاجم محمد السهلاوي في المقدمة الصفراء، فيما لعب الضيوف بحذرٍ شديد وتراجعوا إلى مناطقهم الخلفية رغبة في الحفاظ على شباك حارسهم سوشا ماكاني، وإرسال الكرات الطويلة لاستغلال سرعة المهاجم تاريمي في هجوم الفريق. قاد اللاعب أحمد الفريدي أول المحاولات الهجومية الخطرة أمام مرمى فريق بيروزي الإيراني، وذلك بعد عرضية متقنة من شايع شراحيلي سددها على الطائر فوق العارضة الحمراء (18)، ليأتي الرد من قبل الضيوف عبر رأسية محكمة من اللاعب علي شاه أبدع الحارس عبدالله العنزي في التصدي لها (23)، ثم عاد علي شاه ليتوغل بكرة من الجهة اليسرى سددها قوية ولكن براعة العنزي كانت لها بالمرصاد (30). المتألق البولندي قال كلمته الأولى في اللقاء عندما نجح في إحراز الهدف الأول بعد أن هيّأ له السهلاوي كرة جميلة على مشارف منطقة الجزاء أرسلها قذيفة صاروخية عانقت الشباك وسط أفراح الجماهير الكبيرة في المدرجات (32). حاول فريق بيروزي العودة إلى اللقاء وإدراك التعادل قبل نهاية الشوط الأول، إذ نفذ لاعبوه بعض الغارات الهجومية التي تصدى لها الدفاع الأصفر ومن خلفه الحارس المبدع عبدالله العنزي، وهدد تاريمي المرمى النصراوي بكرة مرتدة سريعة سددها أرضية قوية انتهت بمحاذاة القائم لتكون آخر محاولات الفريقين الخطرة في الشوط الأول (40). وفي الشوط الثاني تراجع أداء الفريقين كثيراً، وكثرت الأخطاء في أرضية الميدان، وطغى الشد العصبي والعنف على أداء الإيرانيين، وهدد المدافع محمد حسين مرمى الضيوف بكرة رأسية بعد ركلة ركنية ولكن كرته مرت إلى جوار القائم (55)، ثم سحب مدرب النصر الأوروغوياني داسيلفا اللاعب أحمد الفريدي وأشرك يحيى الشهري بدلاً منه وذلك لتنشيط متوسط الميدان، فيما دفع مدرب بيروزي باللاعبين حامد رضا أصغري وتاريمي على حساب محمد خانزاديه ونوري، لتمر الدقائق هادئة من الفريقين، مع ازدياد خشونة لاعبي بيروزي ما أدى إلى توقف اللعب كثيراً لمعالجة إصابات أدريان وهوساوي والجبرين. وتمكّن المحترف الأوروغوياني فابيان من مضاعفة النتيجة لأهل الدار بعد إحرازه هدف فريقه الثاني بعد كرة جهزها له أدريان أرسلها قذيفة هائلة من خارج منطقة الجزاء سكنت شباك الحارس سوشا ماكاني (86)، وفي الدقائق الأخيرة سحب داسيلفا المهاجم محمد السهلاوي وزج بالراهب بدلاً منه، ثم أشرك المدافع محمد عيد على حساب فابيان، ونجح البديل حسن الراهب من إحراز الهدف الثالث في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع. فولاذ - الهلال وضح في الدقائق الأولى من الشوط الأول بحث الهلال عن هدف باكر، عندما كثف لاعبيه من محاولاتهم الهجومية عبر تحركات خماسي خط المنتصف نيفيز وساماراس وعبدالعزيز الدوسري وسلمان الفرج، واستطاعوا تنظيم فرص محققه للتسجيل غير أن غياب المهاجم الصريح وصاحب اللمسة الأخيرة حرمهم من هدف السبق.وبعد مرور ربع الساعة الأولى تخلّى أصحاب الأرض عن أسلوبهم الدفاعي وشاطروا لاعبو الهلال السيطرة على منطقة المناورة، إذ اعتمد فريق فولاذ على انطلاقات المهاجم السريع إسماعيل شريفات، فيما أعتمد لاعبو الهلال على التسديد من مسافات بعيدة بعد أن عجزوا عن اختراق المتاريس الدفاعية للفريق الإيراني، بيد أن المحاولات كافة باءت بالفشل ولم يتعرض حارس فولاذ لأي تهديد حقيقي من تلك التسديدات. وفي شوط المباراة الثاني، قلب فولاذ الإيراني الموازين وفرض سيطرة كاملة على مجريات اللقاء، وكاد أن يصل إلى مرمى الهلال في أكثر من مناسبة، ومن ركلة ركنية لفولاذ لعبت بالمقاس على قدم محمد غازي، الذي سددها قبل أن تصل إلى الأرض باتجاه الزاوية البعيدة لكن المدافع الهلالي ياسر الشهراني كان في المكان المناسب وأبعدها قبل أن تتجاوز خط المرمى (58)، وبعدها بدقيقة استغل لاعبو فولاذ الارتباك الذي بدا عليه دفاع الهلال، وتحصّل الكاميروني ماسيس كاغو على كرة داخل منطقة الجزاء صوّبها قوية، لكن القائم تعاطف مع الضيوف وأبعد عنهم هدف محقق (59). ثم واصل أصحاب الأرض سيطرتهم الصريحة وحاصروا الهلال في مناطقه الخلفية، ومع مرور الوقت بحث مدرب الهلال اليوناني دونيس عن تنشيط خط المنتصف وإعادة صياغة فريقه الذي يعيش تحت التهديد، عندما استغنى عن المهاجم الغائب عن أجواء اللقاء خالد كعبي وزج بسالم الدوسري الذي عجز عن بناء أي خطورة هجومية تذكر، ثم أتبعه بإخراج ساماراس وأشرك فيصل درويش، وأيضاً أخرج عبدالعزيز الدوسري ودفع بالمهاجم يوسف السالم في المقدمة، لكن الأخير لم يسعفه الوقت لصناعة الفارق، لتنتهي المواجهة بالتعادل السلبي بين الفريقين.