المحاكم وليست الإستوديوات باتت وجهة مقدمي برامج توك شو في مصر ممن توترت علاقتهم بإدارات المحطات الفضائية التي عملوا فيها وانفصلوا عنها لعدم الالتزام بدفع المستحقات المالية أو نتيجة تغيير السياسة الإعلامية من دون سابق إنذار، الأمر الذي تعزوه تلك الفضائيات غالباً إلى أن هذا التغيير مطلوب من جانب الوكالات الإعلانية لجذب المشاهد والمعلن. جيهان منصور أوكلت المحامي سمير صبري لرفع دعوى قضائية ضد قناة «التحرير»، تطالبها فيها بتعويض مالي بلغ 3 ملايين جنيه. وأكدت جيهان أن القناة خالفت شروط العقد المبرم معها في بندين، إذ لم تسدد المستحقات المالية المتأخرة عن تقديمها برنامج «مع أهل مصر»، فضلاً عن 9 أشهر متبقية في العقد الساري بينهما حتى 30 أيلول (سبتمبر) 2015، إضافة إلى الشرط الجزائي والتعويض النفسي والأدبي عن الضرر الذي تعرضت له. وأضافت جيهان في الدعوى، أن القناة أخلّت بشروط العقد المبرم بينهما، والذي نص على أن يكون البرنامج ل 5 أيام في الأسبوع، في موعد محدد يبدأ من العاشرة مساء ولساعتين، ثم فوجئت من خلال الإعلانات بتغيير مواعيد العرض من دون إبلاغها رسمياً، وهو ما دفعها لطلب إجازتها السنوية لشهر في بداية كانون الثاني (يناير) 2015، وحتى بداية شباط (فبراير) الماضي، رفضاً لأسلوب الإدارة الذي وصفته في الدعوى بغير المهني. وأشارت إلى أنها طلبت تحديد موعد مع إدارة القناة ليتم الاتفاق على المواعيد الخاصة بعرض البرنامج وفق المتفق عليه في العقد، لكنّ إدارة القناة ماطلت في إجراء اللقاء أو التواصل مع المذيعة لحل الأزمة. وكان جمال عنايت، سبق جيهان منصور في إقامة دعوى قضائية ضد قناة «التحرير»، لإخلالها بشروط التعاقد المبرم بينهما أيضاً، علماً أن «قناة التحرير» التي غيّرت اسمها وشكلها وأصبحت «TEN» دفعت نحو 20 مليون جنيه كدعاية للترويج لانطلاقتها الجديدة، ما استفز العديد من المذيعين الذين لهم مستحقات عند إدارة «التحرير» ولم يتقاضوا راتبهم منذ فترة ليست بالقصيرة. ورأى هؤلاء أنه كان الأجدر بالقناة دفع المستحقات المتأخرة قبل الإنطلاقة الجديدة التي شهدت تعاقدات مع بعض نجوم الرياضة والفن والإعلام مثل فيفي عبده ومحمد بركات وعمرو عبدالحميد بمبالغ كبيرة. وكانت أزمة المستحقات المالية سبب أزمة كبيرة في شبكة تلفزيون «الحياة» التي رحل عنها كل من معتز الدمرداش وعمرو عبدالحميد وهناك مؤشرات عن قرب رحيل عمرو الليثي بسبب تأخر راتبه أيضاً. والأزمة الأكبر تتمثل في عدم قدرة لبنى عسل على تقديم برنامج «الحياة اليوم» وحدها طوال أيام الأسبوع إذ تنتظر ما ستفعله إدارة المحطة في البحث عن مذيع مشهور ليقدم البرنامج معها بعد رحيل عمرو عبدالحميد إلى قناة «TEN». وهناك مفاوضات مكرّرة مع وائل الإبراشي الذي تتردد أخبار دائماً عن وجود أزمة بينه وبين إدارة محطة «دريم» بسبب تأخر راتبه. ويشير بعض الأنباء إلى أن المذيع عمرو أديب تلقى عرضاً للانتقال إلى شبكة تلفزيون «الحياة» لكنه متردد في قبوله بخاصة أن علاقة وطيدة تربطه بشكبة «أوربت» التي قدم فيها برنامج «القاهرة اليوم» على مدار السنوات الأخيرة. وجاء إغلاق بعض الشبكات الفضائية المصرية لبعض محطاتها والإبقاء على الرئيسية منها، فضلاً عن خفض أجور العاملين فيها خير تأكيد على الأزمات التي تعيشها الفضائيات الخاصة والمرتبطة أكثر بالتمويل المادي. المتابع للمعترك الفضائي سيجد أن رجال الأعمال وملاّك الفضائيات راجعوا حساباتهم ولم يعد لديهم صبر لتقبل الخسارة إذ جاء إغلاق فضائيات «المحور2» و «المحور دراما» و «cbc2» و «التحرير» التي غيّرت اسمها إلى «TEN» في محاولة لتجاوز خسائرها التي وصلت الى ما يقرب من 18 مليون جنيه في العامين الأخيرين فقط. وهناك أنباء عن إقفال مزيد من الفضائيات خلال الفترة المقبلة بعد عجز ملاّكها عن دفع أجور العاملين فيها خصوصاً كبار مقدمي برامج «التوك شو» الذين قرّر بعضهم اللجوء إلى المحاكم للفصل في بنود تعاقداتهم بعدما استنفدوا الحلول الودية مع الفضائيات. واللافت أن بعض رجال الأعمال يفكر في شراء أسهم في بعض الفضائيات التي تعاني أزمات مادية وإعادة هيكلتها أو إنشاء فضائيات جديدة كاستثمار جيد، ولكن تبقى خسائر الفضائيات الخاصة الأخيرة التي قدّرت في عام 2014 بنحو 740 مليون جنيه عائقاً أمام تكرار تجربة إنشاء فضائية خاصة.