كشف «قاضي الارهاب» الفرنسي جان لوي بروغيير، في حديث الى «الحياة» لمناسبة صدور كتابه «ما لم أتمكن من قوله» عن «دار روبير لافون للنشر»، الدور الذي لعبته ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في تغيير المعلومات المتعلقة بالارتباط بين النظام الايراني وتنظيم «القاعدة»، والتي كان قدمها الى المسؤولين في تلك الادارة، وكيف انها استبدلت ايران بالعراق لتوريط نظام حسين واختلاق مبررات لشن الحرب لاسقاط الرئيس السابق صدام حسين. وقال بروغيير ان جماعة «التبليغ والجهاد» التي كانت على صلة ب «ابو مصعب الزرقاوي» ومجموعات شيشانية، تدربت في شمال القوقاز وحصلت على تجهيزات تحوي مواد نووية من الترسانة التي كانت لدى الاتحاد السوفياتي، ودفعت في مقابل ذلك 45 الف دولار للانبوب، لاستخدامها في تنفيذ اعتداءات في فرنسا. وتطرق بروغيير الى اغتيال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى الاشتراكية الدولية عصام السرطاوي العام 1983 اثناء وجوده في البرتغال حيث كان يشارك في مؤتمر. وقال انه حصل على التزام شخصي من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالمساعدة في التحقيق في ظروف الاغتيال، لكن لم تتبع ذلك اي نتيجة. وعلم لاحقاً أن الفلسطينيين لم يكونوا يرغبون في توجيه اتهام مباشر الى «موساد» خشية وقوع اعمال انتقامية. ويروي بروغيير قصة التحقيق الذي اجراه في ظروف تفجير طائرة «يوتا» الفرنسية فوق صحراء النيجر، وانه حصل على 14 الف قطعة من حطام الطائرة، وعثر على جهاز التوقيت الذي استخدم في التفجير وعلى حقيبة مفخخة خلال مداهمة قام بها في العاصمة الليبية، كما أن بعض المسؤولين الليبيين اعترفوا بمسؤولية ليبيا عن هذا التفجير. وتحدث بروغيير، الذي يمثل حالياً الاتحاد الاوروبي في هيئة مراقبة التمويل الارهابي في واشنطن، عن التحقيق الذي قام به قبل مغادرة عمله في فرنسا في قضية اغتيال الصحافي اللبناني سمير قصير. وقال انه التقى المسؤولين الامنيين وزوجة قصير، وفي رأيه ان الملف مهم جداً ويمكن التقدم فيه والوصول الى الحقيقة التي ستفتح الباب امام كشف الجرائم الاخرى، خصوصاً اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وذكر انه كانت لديه عناصر ملموسة قام بتحويلها الى القاضي الذي خلفه، وقال انها عناصر واعدة وان في امكان لجنة التحقيق الدولية ان تصل الى نتيجة.