أعلنت الخارجية الأميركية اليوم الجمعة ان ديبلوماسيين أميركيين وكوبيين سيلتقون مجددا الإثنين المقبل في هافانا، في إطار جولة ثالثة من محادثات التقارب التاريخي بين البلدين، الذي أُعلن في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وستلتقي مساعدة وزير الخارجية لشؤون أميركا اللاتينية روبرتا جاكوبسون مجدداً المديرة المكلفة العلاقات مع الولاياتالمتحدة في الخارجية الكوبية جوزيفينا فيدال. وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن هذه المفاوضات تهدف الى إعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وخصوصا عبر إعادة فتح سفارتين. ويؤكد الجانبان ان تقدما أُحرز في جولة مشاوراتهما الأخيرة في 27 شباط (فبراير) الماضي في واشنطن رغم استمرار الخلافات. وكانت جولة أولى عُقدت في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي. وقالت وزارة الخارجية الأميركية ان "الجانبين يتواصلان منذ اجتماعهما الأخير في شباط (فبراير) في واشنطن"، مشددة على ان "إحياء العلاقات الديبلوماسية وإعادة فتح السفارتين يصبان في مصلحة البلدين". وتأمل الولاياتالمتحدة في إعادة فتح سفارتها في كوبا في نيسان (أبريل) بمناسبة قمة الأميركيتين المقررة في 10 و11 نيسان (أبريل) في بنما والتي سيشارك فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية في مؤتمر صحافي عبر الهاتف ان "الرئيس رجّح أخيرا تحقيق هذا الأمر بحلول نيسان (أبريل)"، لكن خلافات ما زالت قائمة خصوصا حول إبقاء واشنطن إدراج كوبا على لائحة "الدول الداعمة للإرهاب". وقال المسؤول نفسه "سننهي ذلك في أسرع وقت ممكن"، مذكّرا بان الولاياتالمتحدة "تؤكد دائما ان هذه المسألة يجب أن لا تكون مرتبطة باستئناف العلاقات الديبلوماسية او إعادة فتح السفارتين". وعبّر المسؤول عن ارتياحه "لإنجاز مزيد من العمل التحضيري"، مؤكّداً ان "مزيدا من التقدم تحقق"، لكنه أشار الى انه "لا يمكن إنهاء خمسين سنة من عدم الثقة والسياسة خلال شهر واحد ولم نتجاوز سوى جزءا يسيرا من كل هذا". وتتضمّن النقاط الأخرى الخلافية بين الطرفين التعويضات المتعلقة بالممتلكات الأميركية التي أممتها الحكومة الكوبية وحرية تنقل الديبلوماسيين الأميركيين. كما يشير إعلان كوبا أخيراً عن "دعمها غير المشروط لحليفها الفنزويلي" الى استمرار التوتر بين البلدين، إذ انتقدت هافانا العقوبات الأميركية الجديدة على كراكاس، فيما وصفت الصحف الكوبية هذه العقوبات ب"التعسفية" و"العدوانية". وذكر المسؤول الأميركي ان واشنطن "شعرت بخيبة أمل" من هذا الموقف، لكنه اكد في الوقت نفسه أن هذا "الموقف لن يؤثّر في المفاوضات الجارية". وخلافا لجولتي المفاوضات السابقتين، لن تعقد جاكوبسون مؤتمرا صحافيا بعد المحادثات، ما يوحي بأنها لن تفضي الى إعلانات مهمة. ويفترض أن يعقد البلدان اجتماعا في نهاية آذار (مارس) للبحث للمرة الأولى في قضية حقوق الإنسان التي تتّسم أيضاً بحساسية كبيرة. وكانت شركة الاتصالات الحكومية الكوبية "ايتيكسا" أعلنت الأربعاء عن فتح خطوط هاتفية مباشرة بين الولاياتالمتحدةوكوبا في إطار أول اتفاق بين شركتين في البلدين منذ الإعلان عن التقارب بينهما. وأعلن أوباما والرئيس الكوبي راوول كاسترو في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي عن انفراج بين البلدين الجارين، لكن في الواقع، بدأت عملية التطبيع التاريخية بين كوباوالولاياتالمتحدة بسرية تامة قبل نحو عامين ضمن مفاوضات سرية جرت من ربيع عام 2013 الى خريف عام 2014 برعاية الفاتيكان وكندا. يُذكر أن العلاقات الديبلوماسية بين واشنطن وهافانا قُطعت عام 1961، لكن مكاتب لرعاية المصالح فُتحت منذ عام 1977..