انطلق صاروخ "أطلس 5" من فلوريدا أمس (الخميس)، حاملا أربعة اقمار صناعية علمية تتبع إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) بغرض رصد انفجارات الطاقة والجسيمات المشحونة الناجمة عن تداخل المجالات المغناطيسة حول الأرض. وانطلق الصاروخ الذي يعادل في ارتفاعه بناية من 20 دورا من محطة "كيب كنافيرال" للقوات الجوية الأميركية الساعة 10:44 من مساء أمس بالتوقيت المحلي (الساعة 02:44 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة). ويحمل الصاروخ أربعة أقمار صناعية متماثلة من المقرر ان تحلق في تشكيل هرمي حول الأرض وتم بنجاح وضع هذه الأقمار في مداراتها المبدئية بعد أقل من ساعتين من اطلاقها. وزود كل من هذه الأقمار ب 25 جهازا للاستشعار لتسجل في أجزاء من الثانية الواحدة تفاصيل ما يحدث عندما تتقاطع ثم تفترق خطوط القوى المغناطيسية لكوكب الارض. وسيجري تجميع البيانات المستقاة من المجسات الأربعة لتكوين خرائط ثلاثية الأبعاد لهذه العملية. وتقاطع خطوط القوى المغناطيسية ثم التقائها ظاهرة شائعة في الكون، لكن لم يتسن تفسيرها بعد بصورة وافية. وتنشأ المجالات المغناطيسية حول الكواكب والنجوم والمجرات والثقوب السوداء والأجرام الكونية الأخرى. وعند انفصال هذه الخطوط ثم اتصالها ثانية تنبعث جسيمات مشحونة في الفضاء بسرعة تقترب من سرعة الضوء التي تبلغ 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة. وعلى سطح الشمس، تنبعث من عملية انقطاع خطوط القوى المغناطيسية واتصالها ما يعرف باسم اللهب الشمسي، وتبلغ شدة الواحد منها انفجار مليون قنبلة نووية. ومثل هذا النشاط الشمسي يمكن ان يثير ما يعرف بالعواصف المغناطيسية وظاهرة الشفق القطبي (أورورا). وتنفق ناسا نحو 1.1 بليون دولار على هذا المشروع، في محاولة لفهم كيفية تولد الطاقة وانطلاقها. وستنطلق الأقمار الصناعية مباشرة الى نطاقات انفصال واتصال خطوط القوى المغناطيسية على مسافة من 70811 الى 152888 كيلومترا فوق الارض لرصد الأنشطة المغناطيسية. وقد يكون لهذا البحث مردوده من الناحية العملية في مجالات مثل استئناس طاقة الاندماج النووي والتنبؤ بالعواصف الشمسية الخطيرة التي يمكنها التأثير على شبكات القوى الكهربية على الارض، مع تعطيل الاتصالات اللاسلكية والاقمار الصناعية والنظام العالمي لتحديد المواقع.