يفتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم وسط، حضور عربي ودولي واسع، مؤتمر «مصر المستقبل» الاقتصادي الذي تعوّل عليه مصر لجذب استثمارات تنعش اقتصادها المتعثر منذ اندلاع الثورة قبل 4 سنوات. وكان رئيس الحكومة إبراهيم محلب على رأس مستقبلي الوفود العربية والدولية التي بدأت في الوصول أمس. ووصل عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أعلن لدى وصوله مطار شرم الشيخ ظهر أمس لرئاسة وفد بلاده في المؤتمر، تأييد المنامة اقتراح القاهرة تشكيل «قوة عربية مشتركة». ووصل رئيسا قبرص نيكوس أناستاسيادس وغينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ مباسوغو، ونائب الرئيس التنزاني محمد غريب، ورئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال، ورئيس وزراء أرمينيا هوفيك أبراهاميان، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، فيما ينتظر أن يصل صباح اليوم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز. واستبق السيسي انطلاق المؤتمر بعقد اجتماع أمني في القاهرة، ضم وزيري الدفاع والداخلية ورئيس الاستخبارات لمراجعة الخطط التأمينية، قبل أن يصل إلى شرم الشيخ لمراجعة الترتيبات واستقبال الوفود. وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، مشاركة نحو 90 دولة و25 منظمة دولية وإقليمية وعربية في المؤتمر، موضحاً أن 20 وفداً سيشاركون على المستوى الرئاسي. واعتبر أن المشاركة الكثيفة في المؤتمر «دليل على الاهتمام بمصر، والتقدير بأنها تنطلق، مع الاستقرار الذي تسعى إلى تحقيقه وتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي ومشاريع التنمية التي ستطرح في المؤتمر، ودعم دولي لمصر وللقيادة في مصر الجديدة». وأشار إلى اكتمال تجهيزات المؤتمر، متوقعاً نجاحه. ولفت إلى أن مصر «تنتظر زيارة الرئيس الصيني الشهر المقبل، استكمالاً للقاءات رفيعة المستوى التي تجرى بين الجانبين». وأضاف أنه سيلتقي على هامش المؤتمر «عدداً من المسؤولين الدوليين ووزراء الخارجية، على رأسهم وزراء خارجية الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والنروج وأريتريا ومفوضة الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى لقاءات أخرى يتم ترتيبها لتناول العلاقات الثنائية وعدد من الملفات، خصوصاً الملف الليبي، نظراً إلى تدهور الأوضاع هناك، واستكمالاً للتحركات المصرية». وأكد ملك البحرين لدى وصوله شرم الشيخ أمس، أن مصر تدعم بلاده «في مجالات عدة منذ عشرينيات القرن الماضي». وأضاف: «نكن في مملكة البحرين تقديراً خاصاً لمصر، ونتذكر دائماً الدور الرائد الذي قامت به ومازالت في دعم البحرين في مجالات تنموية عدة». وشدد على أنه «في ظل ما يحيط بنا من تحديات وأخطار جسيمة ومتغيرات وتطورات متسارعة، فإننا نتفق مع مصر ونساند طرحها الحكيم في ضرورة تعزيز العمل العربي العسكري المشترك لحماية أمن دولنا واستقرارها وتعزيزهما. هذا الطرح الذي يأتي ليرسخ الدور الريادي الكبير لمصر في نصرة قضايا الأمة العربية». وأضاف: «ندعم مصر ومسيرتها التنموية وأنشطتها الاقتصادية، لأننا بذلك ندعم دولة وشعباً شقيقاً لنا، ونتشارك معه في السراء والضراء فنشعر بآلامه ونبتهج لأفراحه ونحرص على تعزيز علاقتنا. وحرصنا على أن يرافقنا في هذا المؤتمر وفد اقتصادي يمثل قطاع الأعمال والقطاع الخاص والمؤسسات المالية والمصرفية بهدف الالتقاء بنظرائهم في مصر، والبحث في سبل تقوية الاستثمار والاستفادة من المشاريع المتاحة». وأوضح السفير السعودي في القاهرة مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد بن عبدالعزيز قطان، أن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز «سيترأس الوفد السعودي المشارك في مؤتمر مصر المستقبل». وأشار إلى أن «وفداً رسمياً رفيع المستوى» سيرافق ولي العهد السعودي، ويضم «مجموعة من الوزراء وعدداً من كبار رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين». وأكد أن العلاقات السعودية- المصرية «لها جذور تاريخية، وأن «أوجه التعاون بين البلدين في نمو في المجالات كافة، ومنها المجال الاقتصادي، والمملكة هي أول من دعا إلى عقد هذا المؤتمر رغبة منها في دعم مصر». ولفت إلى أن «المملكة هي أكبر مستثمر عربي في مصر»، وأن «رجال الأعمال السعوديين يتطلعون إلى ضخ المزيد من الاستثمارات»، مؤكداً «الثقة الكبيرة في أن مصر قادرة على إنجاح هذا المؤتمر، نظراً إلى ما يتمتع به الاقتصاد المصري من فرص واعدة وقيادة متبصرة». وكان السيسي استبق وصوله إلى شرم الشيخ، بعقد اجتماع أمني في قصر الاتحادية الرئاسي ضم وزيري الدفاع صدقي صبحي والداخلية مجدي عبدالغفار ورئيس أركان الجيش ومدير الاستخبارات وكبار قادة الجيش ومساعدي وزير الداخلية. وقال بيان رئاسي إن الاجتماع «عرض لتطورات الأوضاع الأمنية الداخلية، وكذلك الاستعدادات والخطط التي أعدها مختلف أجهزة الأمن للمؤتمر الاقتصادي». ونقل عن السيسي تشديده على «ضرورة الاهتمام بأمن المواطنين واستقرار الدولة، وأن يتمتع رجال الأمن كافة بأعلى درجات اليقظة لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة والمخططات التي تستهدف زعزعة الاستقرار في البلاد»، مؤكداً أهمية «التصدي بمنتهى الحزم والقوة لأي محاولات اعتداء على المنشآت العسكرية والشرطية والحكومية والخاصة». وأشار إلى ضرورة «الاهتمام بتأهيل عناصر الأمن وتدريبهم بما يؤدي إلى تطوير أدائهم ويساعدهم على إنجاز المهام المنوطة بهم بأعلى درجة من الاحترافية»، موضحاً أن «التطوير الذي ننشده لمجتمعنا على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة، يتعين أن يمتد ليشمل المؤسسات والأجهزة الوطنية كافة». وأشاد ب «دور رجال الجيش والشرطة في مواجهة الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تشهدها مصر، بما يؤدي إلى تعزيز الأمن القومي ويساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية للدولة». وطالب ب «مواصلة خطط استهداف البؤر الإرهابية والإجرامية، واستمرار التنسيق الكامل في العمل الميداني بين الجيش والشرطة». وأكد أن «مثل هذه الأعمال البائسة (الاعتداءات) لن تزيد المصريين إلا إصراراً على بلوغ طموحاتهم من أجل بناء مصر المستقبل واستعادة موقعها اللائق بين دول العالم».