بات مصير صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس» في يدي قيادة الحركة التي يجتمع في دمشق جناحاها الداخلي والخارجي لحسم الموقف من العرض الإسرائيلي الأخير الذي نقله الوسيط الألماني قبل يومين، وسط خلافات في صفوفها إزاء كيفية التعاطي معه. وأكدت مصادر مطلعة في «حماس» ل «الحياة» أن «الساعات الأربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى إنجاز الصفقة». وأشارت إلى أن هناك «اتجاهين» في قيادة الحركة، إذ «تتمسك أطراف بضرورة إطلاق جميع الأسماء المدرجة في القائمة التي قدمناها، بينما هناك موقف آخر يتبناه البعض يرى أن ما يجري هو مفاوضات، ولا يمكن للحركة الحصول على كل شيء». ولفتت إلى أن مؤيدي قبول الصفقة «يؤكدون أن إطلاق سراح أسماء ذات محكوميات عالية هو تقدم غير مسبوق يجب أخذه في الاعتبار». وأوضحت أن العرض الإسرائيلي يتضمن إسرائيل موافقة للمرة الأولى على إطلاق سراح أسماء من أصحاب المحكوميات العالية، في مقابل رفض الإفراج عن بعض الأسماء بأي صيغة. ورأت أن «الاجتماعات المكثفة التي سيشهدها المكتب السياسي» في دمشق عقب وصول وفد قيادة الحركة في قطاع غزة الذي غادر القاهرة أمس، «ستكون حاسمة في اتخاذ قرار القبول بالعرض الإسرائيلي أو رفضه باعتبار أنه لا يلبي مطالب الحركة المتمسكة بموقفها في إطلاق سراح جميع الأسماء المطروحة في القائمة». وعلى رغم الرقابة العسكرية الإسرائيلية المشددة على كل ما ينشر عن الصفقة، ذكرت وسائل الإعلام العبرية أمس أن اتفاق التبادل سيحظى بتأييد غالبية وزراء الحكومة الإسرائيلية، بغض النظر عن تفاصيله. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قال أنه «حتى الآن لا توجد صفقة، ولا أعرف إذا ما كانت ستتحقق». ونقلت الإذاعة العامة عنه قوله في اجتماع مغلق إنه «لا يزال غير واضح ما الذي يحدث في الجانب الآخر في ما يتعلق بالمطالب المختلفة... هذه الأمور ستتضح مع مرور الوقت. ولا جدوى من الشروع في نقاش نظري طالما ليس واضحاً ما الذي سيقترحه الجانب الآخر وما الذي يمكننا أن نوافق عليه». غير أن صحيفة «هآرتس» نقلت عن أوساط سياسية قريبة الى نتانياهو قولها إن الاتصالات «أصبحت في المراحل الأخيرة والخلاف الآن هو حول بضعة أسماء». ورفض وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله الذي تتوسط بلاده مع مصر في الصفقة، التطرق خلال مؤتمر صحافي عقده في القدسالمحتلة مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس، إلى تفاصيل المفاوضات، معتبراً أن «الكلام العلني عما يحدث يعرضها إلى الخطر». وأكد وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن اليعيزر توافر الغالبية الوزارية لدعم الصفقة. وقال إن «اسرائيل اقتربت جداً من الاتفاق على تبادل سجناء مقابل الإفراج عن (الجندي الأسير في غزة غلعاد) شاليت». وعقد الرئيس المصري حسني مبارك أمس اجتماعاً مع رئيس الاستخبارات عمر سليمان في مقر الرئاسة، ربطته مصادر فلسطينية مطلعة ب «قرب إنجاز صفقة الأسرى والدور المصري فيها وترتيبات محددة ستقوم بها مصر تمهيداً لذلك».