على رغم ان السينمائي اللبناني الشاب مصطفى زهير قصيباتي حقق حتى الآن من الأفلام القصيرة في بريطانيا ما جعله يمتلك متناً سينمائياً وصل الى أربعة أفلام، لا يزال هذا المتن مجهولاً في لبنان، وطنه، ولم يقدم اي واحد من افلامه في اي من «المهرجانات» العديدة التي تقام في هذا البلد. ومع هذا بات قصيباتي يعتبر في لندن واحداً من السينمائيين الواعدين بل حتى الراسخين في مجال الفيلم القصير إن استندنا في فرضيتنا الى ما يقوله النقد الإنكليزي المتخصص عنه. ولا سيما عن فيلمه الرابع والأحدث «محمد». وهذا العمل الأخير لقصيباتي يقدم في عشرين دقيقة «مكثفة» بحسب النقد، صورة من الحياة العائلية «اللبنانية» على الأرجح، وذلك من خلال بورتريه لفتى في الثانية عشرة من عمره ينظر بإكبار ودهشة الى أخيه ذي الحادية والثلاثين والذي يعتبره بطله المميز. أما هذه النظرة التي من خلالها يراقب الفتى أخاه ويتابعه فإنها سوف تنتهي بالفتى الى ان يقرر ذات يوم ان امامه فرصة طيبة لاستغلال اخيه ومكانته... للحصول على اصدقاء. على هذه الخلفية العائلية البسيطة التي، إذ تناول الموقع السينمائي الإنكليزي «شورت أوف ذا ويك» الفيلم في عدده الأخير، وجدها واقعية، بنى قصيباتي موضوع هذا الفيلم الذي ينقل الموقع عن مخرجه انه وضع روحه وفؤاده فيه وهو يحققه. وإذ كتب محرر الموقع يقول انه إذ كان منذ زمن يريد ان يتناول فيلماً لهذا المخرج تحت عنوان «فيلم الأسبوع» في مضمار الفيلم القصير، أكد ان الفرصة حانت اخيراً «امام فيلم مليء بالمرح والمشاعر» حيث «يحتار المتفرج بين كل لحظة وأخرى ما إذا كان عليه ان يبتسم او يبكي...». ويتابع الناقد قائلاً حول فيلم «محمد»، صحيح ان الشريط يبدو مستوحى من سينما الثمانينات التي كانت تعبر ببساطة عن الحياة الطيبة، لكن الفيلم في حد ذاته «يبدو واقفاً خارج الزمن أو يعطي الشعور بذلك، فيما يأتي حضور الووكمان والملصقات والبرامج التلفزيونية في أجوائه إشارة ما الى زمنه» حتى وإن «كان في وسعنا ان نقول ان الفيلم، مثل الأفلام التي استلهمها مخرجه، تشعرنا ان الحكاية هي من الكونية بحيث يمكنها ان تقف أمام امتحان الزمن». ويختتم الناقد بقوله: «أنا شخص اجد من الصعوبة بمكان التنبؤ بالطقس، وطبعاً لا يمكنني ان أدلي بتوقعات تتعلق بالمستقبل. ولكني انصحكم بأن تتنبهوا جيداً الى هذا الإسم: مصطفى قصيباتي خلال السنوات القليلة المقبلة... فليس ثمة الآن كثير من مخرجين شبان يحققون ما يحققه...».