واشنطن - رويترز - استضاف الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض أمس، رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ وأجرى معه محادثات تعتبر مهمة لإظهار التزام واشنطن تجاه نيودلهي في منطقة تعطي فيها الولاياتالمتحدة أولوية لمنافستي الهند وهما الصين وباكستان. وحاول أوباما تهدئة مخاوف الهند القوة الآسيوية الصاعدة من تراجعها على أجندة السياسة الخارجية الأميركية التي هيمنت عليها اخيراً جهود صوغ خطة حرب جديدة في أفغانستان والتصدي لطموحات إيران النووية. وطمأن اوباما الهند الى أنه يعتزم تحسين العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية بين نيودلهي وواشنطن والتي تعمقت أيام حكم سلفه في الرئاسة جورج بوش. وكي يطمئن سينغ للأهمية التي يوليها أوباما للهند اقيمت لرئيس وزراء الهند في أول زيارة دولة له إلى واشنطن منذ مجيء إدارة أوباما قبل عشرة شهور مراسم عشاء رسمي فاخر في البيت الأبيض. وقال روبرت غيبز السكرتير الصحافي لأوباما ان «هذه إشارة احترام إلى القيمة التي نعطيها لهذه العلاقة». وركزت القمة الأميركية - الهندية على جهود تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين والتي بدأت تثمر منذ إصلاحات السوق الهندية في أوائل التسعينات. ونمت التجارة المتبادلة الى حد جعل الولاياتالمتحدة أكبر شريك تجاري للهند. ويحاول أوباما وسينغ تضييق الخلافات بينهما في مجال تغير المناخ والسعي إلى تسريع استكمال اتفاق نووي سلمي أبرم عام 2005 ولم يدخل حيز التنفيذ بعد. كما تتركز المخاوف الهندية على باكستان وهي حليفة للولايات المتحدة ويتهمها الكثيرون في الهند بالتورط في أعمال عنف مثل الهجوم عام 2008 في بومباي. لكن مسؤولاً أميركياً كبيراً أصر على أن «أي فكرة في الهند حول ميلنا نحو اتجاه أو آخر هو تصور خاطىء». وتحرص واشنطن على الحد من التوترات بين الهند وباكستان الدولتين المسلحتين نووياً واللتين نشبت بينهما ثلاث حروب منذ استقلالهما عام 1947. وتأمل الولاياتالمتحدة بأن يكرس الجيش الباكستاني المزيد من الموارد لقتال المتشددين الإسلاميين الذين يهددون استقرار باكستان وكذلك أفغانستان المجاورة. وقال مسؤول في إدارة أوباما: «كلما انحسرت التوترات بين الهند وباكستان كلما كان من الأسهل لكل منهما أن تفعل ما يجب فعله». وتوقع المسؤول ان يتفق أوباما وسينغ على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، فيما يتوقع ان تضغط الهند على واشنطن لاتباع نهج أشد مع باكستان التي تتهمها بإيواء متشددين مثل منفذي تفجيرات بومباي.