أكد رئيس دائرة الحد من التسلح في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف أمس، أن بلاده تملك حق نشر أسلحة نووية في شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا المطلة على البحر الأسود، والتي ضمتها روسيا إلى أراضيها في آذار (مارس) 2014. وقال: «لا أعلم بوجود أسلحة نووية في القرم او خطط في هذا الشأن لكننا نستطيع مبدئياً تنفيذ ذلك». وأعلن أوليانوف استعداد موسكو للتفاوض على اتفاق جديد للحد من الأسلحة التقليدية في اوروبا، بعدما كانت انهت مشاركتها في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، مشترطاً ابرام اتفاق» يتعامل في شكل مناسب مع الحقائق الجديدة، ويضع مصالح روسيا في الاعتبار». في المقابل، صرح الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ في مؤتمر صحافي عقده مع قائد قوات الحلف الأطلسي الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف في مقر القيادة العسكرية للحلف في بلجيكا، بأن «روسيا تستمر في تسليح انفصاليي شرق اوكرانيا وتدريبهم»، مطالباً موسكو باحترام وقف النار عبر الانسحاب بالكامل من الصراع. ورفض شتولتنبرغ الرد على سؤال عن كشف مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية فيكتوريا نولاند، عبور دبابات روسية الحدود الى اوكرانيا في الأيام الأخيرة، لكنه استدرك: «ما زلنا نرى وجود روسيا ودعمها القوي للانفصاليين في شرق اوكرانيا. نشاهد ارسال معدات وقوات وتدريب، ما يعني انها ما زالت هناك، لذا ندعوها الى سحب كل قواتها واحترام اتفاق مينسك» الذي وقِع في 12 شباط (فبراير) الماضي. واعتبر ان الأولوية في اوكرانيا الآن «هي لتعزيز قدرات مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية على الدخول في شكل آمن وحر، والحصول على معلومات شاملة يحتاجون إليها لتعزيز الهدنة». وامتنع الجنرال بريدلاف عن القول إذا كان عدد المقاتلين والأسلحة تغيّر بعد بدء تطبيق وقف النار في شرق اوكرانيا «بسبب صعوبات في مراقبة التحركات». وقال: «تحريك رجال ومعدات بعيداً من خط الجبهة امر ايجابي، لكننا غير متأكدين الى أين انتقلوا. كما اننا قلقون من احتمال اعادة توزيع الأسلحة التي يجري مراقبتها للقتال في اماكن اخرى في المستقبل». وتقول كييف ان الانفصاليين يركزون الأسلحة في مستودعات قريبة من مدينة دونيتسك. ميدانياً، اعلن الجيش الأوكراني مقتل جندي في صفوفه وجرح 4 آخرين في هجمات بقذائف هاون من عيار 120 ملليمتراً استهدفت خلال الساعات ال 24 الأخيرة مواقعه في بلدات بيسكي وأوبتيني وأفيديفكا قرب مطار دونيتسك الذي شهد معارك طاحنة على مدى اشهر قبل ان يسيطر عليه المتمردون، وكذلك مواقعه في قريتي تشيرماليك وشيروكيني قرب ماريوبول، الميناء الإستراتيجي المطل على بحر آزوف وآخر مدينة كبيرة في الشرق خاضعة لسيطرة كييف. وأشار متطوعو «كتيبة آزوف» الذين يقاتلون مع الجيش في منطقة ماريوبول الى استخدام قذائف من عيار 120 مليمتراً في شيروكيني على بعد 10 كيلومترات من ماريوبول، حيث تدور منذ ايام اشتباكات بين القوات الحكومية والانفصاليين. على صعيد آخر، افادت الحكومة الألمانية بأن المستشارة الألمانية انغيلا مركل رفضت دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور العرض العسكري الذي ينظم في موسكو في 9 أيار (مايو) المقبل في الذكرى السبعين لانتصار الحلفاء على النازية، ولكنها ستزور موسكو في اليوم التالي لحضور الاحتفالات في الساحة الحمراء، وتضع تنفيذاً لطلبها اكليلاً من الزهر على قبر الجندي المجهول برفقة بوتين. وأوردت مجلة «دي تسايت» ان «مركل اعتبرت انه من المستحيل حضور العرض العسكري في 9 ايار، في ظل التوتر بين الغربيين وموسكو حول اوكرانيا»، مشيرة الى ان هذا الأمر كان سيشكل «صفعة» لكييف. وأعلن رؤساء بولندا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا أنهم لن يحضروا الاحتفالات، فيما اكد الكرملين ان غياب قادة غربيين «لن تترك اثراً في روح يوم احتفالاتنا ومستواها، وجانبها العاطفي». في الولاياتالمتحدة، فرضت وزارة الخزانة عقوبات على 8 انفصاليين أوكرانيين و3 مسؤولين سابقين في عهد الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، بينهم رئيس وزرائه السابق ميكولا ازاروف، اضافة الى البنك التجاري الوطني الروسي الناشط في القرم، محذرة من انتهاك الانفصاليين اتفاق الهدنة. وقال آدم زوبين، القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب وتعقب الأموال المشبوهة: «منذ بداية الأزمة اكدنا أننا سنعمل على ان يدفع اولئك الذين ينتهكون سيادة ووحدة اراضي اوكرانيا الثمن، وإذا استمرت روسيا في دعم النشاطات المزعزعة لاستقرار اوكرانيا وتنتهك اتفاقات مينسك ستستمر التكلفة الباهظة التي تواجهها في التزايد». وفي كييف، اعلنت وزيرة المال ناتاليا ياريسكو ان اوكرانيا تتوقع الحصول على خمسة بلايين دولار، في اول قسم من مساعدات صندوق النقد الدولي، تنفيذاً لبرنامج جديد قيمته 17.5 بليون دولار على مدى 5 سنوات.