أعلنت أوكرانيا اليوم (الجمعة) عن سقوط أول قتلى بين جنودها منذ ثلاثة أيام في شرق البلاد، ما يحد من الآمال في تماسك اتفاق وقف إطلاق النار، في حين قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إن روسيا تمثل "تهديداً عسكرياً" حتى إذا صمدت الهدنة. وبدأت القوات الحكومية التي تحارب انفصاليين موالين لروسيا في الشرق بسحب المدفعية بعيداً عن خط الجبهة أمس، في مؤشر على التزام الجيش الأوكراني باتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ يوم 15 شباط (فبراير) الجاري. لكن الجيش الأوكراني أعلن في وقت لاحق مقتل ثلاثة من جنوده خلال ال 24 ساعة الماضية، أي بعد مرور يومين من دون خسائر في الارواح ما أنعش الآمال في تماسك الهدنة. وقال بوروشينكو في كلمة ألقاها في الجامعة العسكرية الوطنية بثها التلفزيون، إنه "حتى في ظل أكثر السيناريوهات تفاؤلا. سيظل التهديد العسكري من الشرق مع الأسف"، مشيرا بشكل غير مباشر إلى روسيا. واتهمت كييف والحكومات الغربية روسيا بإرسال قوات وأسلحة لدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، على رغم اتفاق سلام تم التوصل إليه في عاصمة روسيا البيضاء في وقت سابق من الشهر الجاري، لكن موسكو تنفي ذلك. وقال الناطق باسم الجيش الأوكراني أناتولي ستيلماخ إن الوضع في منطقة الصراع كان "هادئاً نسبياً" الليلة الماضية، لكنه أضاف أن الانفصاليين يشنون هجمات متفرقة على مواقع للجيش. وفي نفس السياق، قال الناطق باسم وزارة الدفاع سيرهي جالوشكو إن "أوكرانيا ماضية في سحب أسلحتها اليوم، لكن الجيش ما زال في حال تأهب قصوى تحسباً لشن الانفصاليين اي هجوم جديد". وأضاف: "ما زالت هناك قوات وموارد كافية على طول خط الجبهة، تحسباً لانتهاك الارهابيين والقوات الداعمة لهم لوقف إطلاق النار". ومنذ الثلاثاء الماضي، يسحب الانفصاليون الأسلحة الثقيلة ولم يلتزموا بالهدنة إلا بعدما سيطروا على بلدة ديبالتسيف الاستراتيجية وألحقوا هزيمة منكرة بالعاصمة الأوكرانية. وتقول كييف إنها تخشى أن يعيد الانفصاليون ترتيب صفوفهم ويستعدون للهجوم على ميناء ماريوبول المطل على بحر آزوف، لأن السيطرة على المدينة الساحلية ستفتح أمامهم ممراً إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى اراضيها العام الماضي بعد الإطاحة برئيس أوكراني موال لموسكو. وقال الناطق العسكري أندري ليسينكو إن قافلة لأنظمة "غراد" الصاروخية وغيرها من العتاد رصدت وهي تغادر مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها المتمردون في طريقها إلى ماريوبول. وبدورها أثارت موسكو شكوكاً بشأن التزام كييف بوقف إطلاق النار وتساءلت عما إذا كانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يرغبان حقا في نجاح اتفاق السلام.