لا يجوز إهمال الطنين الذي يحدث في جهة واحدة من الرأس لدى الأشخاص الذين فوق سن الأربعين لأنه من العلامات المبكرة لبعض الأمراض التي يسهل تشخيصها وعلاجها باكراً وبالتالي تسجيل نسبة شفاء منها مرتفعة جداً. ويعتبر الورم السمعي أحد مسببات الطنين في جهة واحدة، وهو ورم حميد ومن أكثر أورام الدماغ شيوعاً، ويتميز ببطء نموه، وينشأ على العصب الثامن المسؤول عن نقل المعلومات الخاصة بالسمع والتوازن إلى الدماغ. وتنتج عوارض ورم العصب السمعي بسبب الضغط الذي يحدثه الورم على الأنسجة المجاورة له. وعندما يكون حجم الورم صغيراً تكون العوارض مبهمة وغير واضحة، وكلما زاد حجم الورم تبدأ العوارض في الظهور تباعاً، بدءاً بالطنين، ومروراً بضعف السمع، وانتهاء بالدوخة وظهور مشاكل على صعيد التوازن. وقد يبلغ حجم الورم حداً كبيراً يمكن أن يشكل خطراً على حياة المريض. وليس سهلاً تشخيص ورم العصب السمعي لتشابه عوارضه مع عوارض مشاكل أخرى في الأذن، لكن فحص الأذن، واختبارات السمع، والتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي المحوري، تضع النقاط على حروف التشخيص. وللتذكير فإن الطنين عارض وليس مرضاً، وهو قد يحدث في أذن واحدة أو في الاثنتين، ويتمثل في سماع صوت في الأذن أشبه بالضجة أو الخشة أو الصفير، وتختلف شدة الطنين على مدار اليوم، وفي بعض الأوقات يكون عالياً وفي أوقات أخرى يهدأ ليختفي تدريجياً. ويعتبر التقدم في العمر من أهم مسببات الطنين المزعج الذي يشاهد في كلتي الأذنين، ويترافق عادة مع نقص في السمع. ولا يجوز إغفال الضوضاء المرتفعة التي تسبب تلفاً في خلايا الأذن الداخلية المرتبطة بالعصب السمعي. ويظهر الطنين فجأة في حال التعرض للضوضاء الحادة، كالتفجيرات والقنابل. أما في حال الضوضاء المزمنة فإن الطنين يظهر بعد سنوات طويلة.