دخل إضراب عمال "الشركة الوطنية للصناعة والمناجم" (أسنيم)، أكبر الشركات الوطنية الموريتانية، في الشمال (3886 من أصل حوالي 4400 عامل)، أسبوعه الخامس، لتحصيل مجموعة مطالب يراها العمال ضرورية وملحة، من بينها إفادتهم من أرباح 2013 التي بلغت 790 مليار أوقية (الدولار الأميركي يساوي قرابة 290.5 أوقية)، لإنتاج بلغ 12 مليون طن من خامات الحديد. وأدى الإضراب الى تراجع إنتاج الشركة خلال قرابة شهر بين كانون الثاني وشباط الماضيين، بنسبة فاقت 70 في المئة، وفق معلومات رسمية تناقلتها الصحافة المحلية. وطاول التراجع خصوصاً منطقة ازويرات. وقالت مصادر النقابات العمالية في موريتانيا إن الدولة "غير جادة بالمرة في انتزاع فتيل الأزمة التي تحولت بفضل تضامن الموريتانيين وخصوصاً سكان مدينة ازويرات الشمالية ومدينة نواذيبو (العاصمة الإقتصادية للبلاد)، إلى قضية رأي عام". وعلى خط مواز، أكدت مصادر في "أسنيم" أن المدير العام للشركة محمد عبد الله ولد أوداعة أمر بتشغيل معدات تحتاج صيانة أسبوعية، من دون صيانة لتعويض انخفاض الإنتاج بفعل الإضراب، "ما قد يؤدي الى مشاكل على المدى الطويل". وأضافت المصادر أن القطار المخصص لنقل خام المعادن من مناجم الشركة، وهو الأطول في العالم، "أضحت رحلاته للتمويه فقط والإيحاء بأن الشركة تعمل وأن الإضراب لم يؤثر في منتوجها ونشاطها". ودخل الدرك الوطني في نواذيبو على خط الوساطة، عندما استدعى مندوبين عن عمال الشركة، في محاولة للتوسط وإيجاد حلول للأزمة. واحتشد مئات العمال أمام مقر المندوبين خلال فترة استدعائهم. وقال أحد المندوبين إن العمال مستعدون لوقف الإضراب فور حصولهم على مطالبهم، مؤكداً أن نسبة المضربين من العمل تجاوزت 90 في المئة.