شنّ الجيش العراقي أمس هجوماً على تكريت، من محاور عدة، وأعلنت عشائر المدينة استعدادها لمسك الأرض بعد التحرير، فيما حذر رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمسي من «تفكك التحالف الدولي إذا لم تسوِ الحكومة العراقية الخلافات الطائفية». وقال مصدر أمني في محافظة صلاح الدين إن «قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية، بدعم من الحشد الشعبي بدأت صباح أمس هجوماً على مركز تكريت، من محاور عدة، لتحريرها»، وأضاف أن «العملية تتم بدعم من طيران الجيش». إلى ذلك، قالت مصادر أمنية إن «قوة مشتركة من محافظة ديالى، مدعومة بالحشد الشعبي، بدأت أمس عملية تحرير منطقة مطيبجة الواقعة بين تكريت والضلوعية»، وأضافت أن «في القرية معسكر التدريب الاساسي ل «داعش»، وإحدى أهم ما يعرف بمضافات الانتحاريين العرب، والاجانب القادمين من سورية باتجاه الموصل ومن ثم الى صلاح الدين»، مبيناً ان «المنطقة قُصفت بالمدفعية والهاونات تمهيداً لاقتحامها». وأبدت عشائر تكريت استعدادها لمسك الأرض بعد تحرير المدينة من سيطرة «داعش»، وأعلنت: «فيما تقف القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي على مشارف مدينة تكريت بعد الانتصارات التي سطرتها في مناطق الدور والبوعجيل والعلم، نعلن أن ابناء عشائر تكريت يشاركون اليوم ابناء العراق في هذه الملحمة التاريخية من خلال منتسبيهم في القوات المسلحة من جيش وشرطة وحشد شعبي»، وأضافت ان «جميع أبناء تكريت وعشائرها يقفون على أهبة الاستعداد لمسك الأرض بعد التحرير»، مشيرة الى ان «هذا ما تم الاتفاق عليه مع قيادة الحشد وبالتنسيق بين الحكومة المركزية والمحلية». وأعلن مجلس محافظة صلاح الدين انضمام 700 متطوع من ثلاث عشائر في المحافظة إلى القوات التي تقاتل «داعش». وأوضح عضو المجلس مهدي تقي أن «أبناء عشائر العبيد والجبور وشمر، تطوعوا في صفوف الحشد الشعبي لتحرير المحافظة من عصابات داعش»، وأضاف أن «المخاطبات ما زالت مستمرة مع باقي العشائر للتطوع، لتحرير باقي مناطق محافظة صلاح الدين». وقالت مصادر محلية في صلاح الدين أن «قادة داعش من الجنسيات الاجنبية هربوا الى خارج تكريت»، وأضافت ان «قوات الامن وعناصر الحشد الشعبي تحاصر المدينة»، واشارت الى ان «التنظيم أعدم بعض عناصره من العراقيين الذين لم يشاركوا في القتال». من جهة أخرى (أ ف ب)، قال ديمسي أول من أمس: «ينتابني بعض القلق ازاء صعوبة إبقاء التحالف الدولي للمضي في مواجهة التحدي (...) ما لم تضع الحكومة العراقية استراتيجية وحدة وطنية سبق ان التزمت بها». واضاف الجنرال الأميركي في تصريحات في المنامة، بعد زيارة خاطفة لبغداد استمرت بضع ساعات، ان التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة «يضم دولاً سنّية بشكل خاص والعلاقات بين بغداد وطهران باتت تثير القلق». وزاد أن الحملة العسكرية على التنظيمات الجهادية «تجري بشكل جيد إلا أن هدف واشنطن باقي دول التحالف التأكد من ان حقوق كل المجموعات من سنّة وشيعة وأكراد وغيرهم مصانة». ولاحظ أن الكثير من الأعلام والشعارات التابعة لميليشيات شيعية ترفعها القوات التي تقاتل «داعش»، في حين ان الأعلام الوطنية العراقية نادرة. وتابع انه «تلقى كل الضمانات من المسؤولين العراقيين حول التزامهم التوافق مع السنّة»، لكنه تساءل عن مدى «صدقية» هذه الإلتزامات.