شدد أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل على أن الدولة ستواجه بحزم المخالفات والسلبيات والتجاوزات في الحج، وخصوصاً الحد من ظاهرة افتراش الطرق والساحات التي تترتب عليها معاناة الحاج النظامي في أداء نسكه وإعاقة الخطط التي تعدها الأجهزة الحكومية المعنية بخدمة الحجيج. وحذر أمير مكة من ظاهرة الافتراش، مؤكداً عدم السماح بها أبداً، كونها بسبب الحجاج غير النظاميين، وتعود إليها عرقلة حركة سير المركبات والمشاة في المشاعر المقدسة، لافتاً إلى أن جميع القطاعات الأمنية ستسعى إلى منع ظاهرة الافتراش وإيجاد الحلول العملية للسلبيات المترتبة عليه من خلال حملة الحج لهذا العام التي تحمل شعار «الحج عبادة وسلوك حضاري»، وأوضح أن الدولة تفاجأ سنوياً بوجود أكثر من مليون حاج غير نظامي، وهو ما يشكل عبئاً عليها والقطاعات العامة، ويؤدي إلى حدوث الكثير من المعوقات ومضايقة ضيوف الرحمن الذين تحملوا مشاق السفر والترحال لأداء الفريضة. ودعا أمير مكة وسائل الإعلام لأداء واجبها للانطلاق بهذه الحملة إلى آفاق أهدافها التي رسمت لها، مستعرضاً أبرز وأهم أهداف وعناصر هذه الحملة، التي من أهمها: عدم الحج إلا بتصريح رسمي، ومنع استخدام المركبات أقل من 25 راكباً بدخول مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، والتحذير من حملات الحج الوهمية غير المصرح لها من وزارة الحج. وقال الأمير خالد الفيصل إن تحقيق الأهداف المرجوة في هذه الحملة يتطلب تضافر جهود الجميع لمنع السلبيات والتجاوزات التي يمارسها بعض الحجاج، خصوصاً غير النظاميين، مؤكداً أن تضافر جهود القطاعات المعنية بخدمات الحج والحجاج إلى جانب التزام المواطنين والمقيمين بالحصول على تصريح الحج، ما يؤدي بدوره إلى تنظيم إسكانهم ونقلهم بما يتناسب مع الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة. وشدد أمير مكة على أن الحكومة لن تتهاون في تطبيق العقوبات والغرامات النظامية الصارمة على المخالفين ممن لا يحملون تصاريح الحج أو من ينقلونهم، وكل من يحاول أن يسيء إلى ضيوف الرحمن بأي طريقة، داعياً مؤسسات حجاج الداخل إلى الإسهام في إنجاح أهداف هذه الحملة من خلال التزامهم باستيعاب الحد الأقصى من العدد المصرح لهم به، ونقل حجاجهم بوسائط نقل نظامية إلى مكة والمشاعر، وبأسعار معتدلة معقولة في متناول المواطن والمقيم. وقال الأمير خالد الفيصل إن ثمة طريقة نظامية لأداء مناسك الحج، وليس عذراً أن تكون حاجاً لتتجاوز الأنظمة وتسيء إلى الآخرين، فالحج ليس عذراً للإساءة وعدم الالتزام بالقوانين والأنظمة التي تضعها الدولة لسلامة الجميع. وأكد أن الدين الإسلامي الحنيف لا يجيز للإنسان الخروج عن ما اتفق عليه الجميع، من أجل أن يؤدي ضيف الرحمن مناسكه في يسر وسهولة وأمن واطمئنان وخشوع وسكينة، وهو ما أكدت عليه الحملة في عناصرها وأهدافها. وشدد أمير المنطقة على وجود عقوبات ستطبق على المخالفين والمتخلفين الذين يتم القبض عليهم، بحيث يرحلون فورا،ً موضحاً أن هذا الأمر سيطبق طوال العام وليس في موسم الحج فقط. وحث على أهمية الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في الحج وتحسين الأداء وتحديد الأعداد حتى تكون هناك خدمات أفضل، إذ إن نمطية الحج واحدة، وهو ما يدعو إلى التشديد على «أنه لا حج بدون تصريح في موسم هذا العام، لأن التصريح يساعد وينظم المناسك». وأكد أن ما تقدمه السعودية من خدمات لضيوف الرحمن نابع من استشعارها لواجبها تجاه قاصدي بيت الله الحرام، وقال: «هذه الخدمة شرف عظيم للمملكة حكومة وشعباً، ويكفينا فخراً واعتزازاً للقب الذي اختاره ملك البلاد وهو خادم الحرمين الشريفين، وكلنا أتباع هذه القيادة في حمل هذا الشرف لخدمة الحجاج والمعتمرين».