خرج النازحون السعوديون من قراهم "خائفين" من رصاص المتسللين المسلحين، لكن بعضهم أبوا الرحيل عن أراضيهم وبيوتهم إلا بعد أن طلبت السلطات السعودية منهم النزوح، وضمنوا مأوى "يسترهم" بعدما وصلتهم الأنباء أن مخيم الإيواء الذي أنشأته الجهات المختصة في محافظة أحد المسارحة مكان آمن يحتوي على الخدمات كافة. إنجاز غير مسبوق حققته الجهات المختصة، وعلى رأسها أمانة منطقة جازان، عندما تحولت الأرض الخالية التي بني عليها مخيم الإيواء إلى مدينة «شبه متكاملة» في أقل من أسبوع. استطاعت أمانة منطقة جازان بالتعاون مع بلديات الخوبة وأحد المسارحة والعارضة بناء مخيم متكامل، بدءاً من الخيام ومروراً بأعمدة النور ووصولاً إلى شبكة مياه غطت المخيم الذي يحوي أكثر من 670 خيمة تضم 3004 عائلات، يشكل عددهم 14772 شخصاً، فضلاً عن توفير الطعام والشراب و«الملاهي» للترفيه عن أطفال النازحين. واستغرق تجهيز المخيم في أحد المسارحة - الذي بدأ الأربعاء 16 من ذي القعدة فور إعلان حال الطوارئ - نحو أسبوع تخللته ثلاث مراحل، كانت أولاها اختيار موقع الأرض الحكومية الواقعة في الجهة الغربية من محافظة أحد المسارحة بمساحة 300 ألف متر مربع، لتكون مقراً لإيواء النازحين، وتم تسخير المعدات كافة لأعمال المسح والدك والتسوية والرش للموقع. وشهدت المرحلة الثانية وصول الخيام بأعداد كبيرة، ليتم تسخير 200 عامل لنصبها، ليتم نصب 300 خيمة خلال 24 ساعة، بدأ بعدها العاملون في تجهيز المخيم بفتح الشوارع وإنارة الموقع، مع اقتراب وصول النازحين. وبلغ عدد أعمدة النور التي نصبت 120 عموداً، وتم توصيل الكهرباء إلى المخيم، وتوفير إضاءة إضافية داخل الخيام وأفياش للكهرباء، فضلاً عن تركيب مكيف لكل خيمة. في المرحلة الثالثة، جندت الجهات القائمة على المخيم 34 آلية ثقيلة (19 شاحنة و12 جرافة وثلاث آلات حفر ومقطورتين وصهريجين، قبل أن يتم رش المكان بمبيدات الحشرات على فترتين صباحية ومسائية. كما تم تجهيز موقع للصرف الصحي وتجهيز مقر للفريق المكلف بالعمل على خدمة النازحين في ما يخص الأعمال البلدية بالمخيم على مدار الساعة لتلقي البلاغات والعمل على معالجتها أولاً بأول وبأسرع ما يمكن وفي زمن قياسي. ولرفع مستوى الخدمة بالمخيم تم توزيع ما يربو على 160 برميلاً سعة 200 لتر و20 حاوية، ولا يزال العمل مستمراً حرصاً على راحة النازحين. وقامت أمانة جازان بتجهيز موقع للكتيبة الطبية على مساحة تزيد على 30 ألف متر مربع، بمسح وتسوية وردم للموقع، وتمت إنارته بالكامل، كما تقوم بمد جسور التعاون لجميع الكتل العسكرية والمعسكرات المنتشرة في المنطقة في هذه الظروف، إذ تم تزويدهم بالمعدات الثقيلة المطلوبة لعمل العقوم والمصدات الترابية لمواقعهم، وتزويدهم بأكثر من 450 حاوية نفاية، ولا يزال التواصل معهم مستمراً على مدار الساعة لتلبية جميع حاجاتهم ومساعدتهم ما أمكن. كما وفرت 14 سيارة مع العمالة والمختصين من أطباء ومراقبين للقيام بأعمال الرش بصفة دورية لمخيم الإيواء والمواقع ذات العلاقة، وإنارة وتجهيز المداخل المؤدية لمخيم الإيواء لتسهيل حركة الدخول والخروج. وكُلف 100 موظف ومئة عامل من منسوبي الأمانة بمتابعة حاجات النازحين على مدار الساعة، كما تم تجهيز فرقة مكونة من طبيب بيطري ومراقبين صحيين للعمل على متابعة المطاعم التي تعد الوجبات الغذائية لمنسوبي المخيم (الإعاشة) بشكل خاص ومتابعة بقية المحال التي لها علاقة بالصحة العامة بشكل عام وعلى مدار الساعة. ويبلغ عدد النازحين من القرى الحدودية منذ بدء المواجهات على الحدود بين القوات السعودية والمسلحين 24568 شخصاً يسكن 14772 منهم في مخيم الإيواء بينما يقطن 9796 (1618 أسرة) في شقق مفروشة.