ألقى ما حدث ليل أول من أمس في ندوة التعايش التي شارك فيها الدكتور معجب الزهراني والدكتور بكر باقادر ضمن فعاليات معرض الكتاب، من سجال بين المشاركين وبعض المحتسبين، بظلال ثقيلة على الفعالية التي تلتها مباشرة، لكن هذه المرة لم يتدخل المحتسبون، إنما بعض المشاركين في الندوة تلبسته خشية من المنصة، فرفض الصعود، ذلك ما حدث للفنانة التشكيلية نجلاء السليم، التي دعيت من المنظمين إلى المنصة لتدلي بمشاركتها في الندوة، التي أيضاً كانت حول التعايش، بيد أن السليم رفضت. ولم تكتف برفض صعود المنصة، إنما أيضاً المشاركة وغادرت القاعة. وفسر عدد من المثقفين أن تصرفها كان منطلقه الحرص على سلامتها، «وتفادياً لما قد يحدث من تدخل المحتسبين، في حال ألقت ورقتها أمام الحضور أو من داخل قاعة المسرح». إلى ذلك، واصل المحتسبون حضورهم اليومي في فندق مداريم كراون، حيث يقيم الضيوف وتقام بعض الفعاليات. وشهدت ندوة الأحد وكانت حول «الأدب في جنوب أفريقيا»، التي أدارها الدكتور حسن الفيفي حضوراً كبيراً من المحتسبين، لكن بقوا ملتزمين بالصمت تارة، والدخول في مناصحات جانبية مع المثقفين والمثقفات بعد انتهاء الندوة تارة أخرى. وإلى هذه اللحظة لا يزال منع النساء من المشاركة في الفعاليات الثقافية في الفندق قائماً، على العكس من السنوات السابقة التي كان يوجد فيها مكان مخصص لهن. يذكر أن «الإيوان الثقافي» كان مميزاً طوال سنواته الماضية، قبل تغيير مسماه إلى «المساء الثقافي»، وابتعاد الإعلامي محمد عابس عن إدارته وغيابه للمرة الأولى عن جميع فعاليات وبرامج معرض الكتاب. وعلق بعض المثقفين على ما حدث في ندوة الزهراني وباقادر في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، فكتب الدكتور سعد البازعي: «في معرض الكتاب أوقف جماعة من المحتسبين ندوة حول التعايش، حولوها إلى دعايش لا يقبل الحوار أو التعايش. لا أرى المشكلة في اعتراض محتسبي معرض الكتاب على الدفاع عن الآثار بقدر ما أراها في رفضهم لمبدأ الحوار، فقد أوقفوه كما ذكر وفرضوا رأيهم». وقال الدكتور عبدالله الغذامي: «فتحت تويتر لأجد ما أحزنني على ندوة معرض الكتاب البارحة من حق الكل قول ما عنده، مهما اختلفت رؤيته لكن واجبه أن يقدمها حسب نظام المداخلات».