أعلنت شركة "بي بي مصر" اليوم (الاثنين) عن الاكتشاف الثاني للغاز في منطقة شرق البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية، في إطار امتياز تقدر احتياطاته بأكثر من خمسة تريليونات متر مكعب. وتوقعت الشركة في بيان أن كون بئر استكشاف المياه العميقة "آتول - 1"، الذي يقع شرق دلتا النيل في البحر المتوسط على مسافة 80 كيلومتراً شمال مدينة دمياط، "أعمق بئر تم حفره في مصر". وذكرت الشركة أن أعمال الحفر في البئر وصلت إلى عمق 6400 متر تحت سطح البحر، وستستمر لمسافة كيلومتر آخر حتى يخترق المكامن المحتوية على الغاز التي تم حفرها في الاكتشاف الكبير "سلامات" والذي يشكل الكشف الأول بمنطقة الامتياز الذي حققته الشركة في عام 2013 على مسافة 15 كيلومتراً جنوباً. وقدر الرئيس التنفيذي للمجموعة بوب دادلي إجمالي الاحتياطي المحتمل في منطقة الامتياز بأكثر من "خمسة تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي". وقال الرئيس الإقليمي لشركة "بي بي شمال أفريقيا" هشام مكاوي ان "اكتشاف آتول يعتبر نتيجة ممتازة وهو ثاني بئر للشركة في برنامج الاستكشاف في شرق دلتا النيل". ونقل البيان عن دادلي قوله: "لدينا الآن نقطة بداية إيجابية للمشروع الكبير التالي بعد مشروع غرب دلتا النيل الذي تقوم بتنفيذه شركة بي.بي في مصر". وتعمل الشركة في مصر في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز منذ نحو 50 عاماً باستثمارات تزيد على 25 بليون دولار، ما يجعلها أحد أكبر المستثمرين الأجانب في البلاد. وكانت الشركة البريطانية العملاقة أعلنت الجمعة الماضي توقيع الاتفاقات النهائية لمشروع غرب دلتا النيل لتطوير خمسة تريليونات متر مكعب من موارد الغاز، و55 مليون برميل من المكثفات باستثمارات تقدر بنحو 12 بليون دولار مع شركائها. وقالت الشركة أنه من المتوقع أن يبدأ الإنتاج من مشروع غرب الدلتا في عام 2017، وأن يصل إلى 1.2 بليون متر مكعب يومياً ما يعادل نحو 25 في المئة من الإنتاج مصر الحالي من الغاز، مما سيساهم في شكل كبير في زيادة معروض الطاقة" في البلاد. وتشهد مصر أزمة طاقة هي الأسوأ منذ عقود، بعد أربع سنوات من الاضطرابات التي أعقبت انتفاضة عام 2011. وأدى ارتفاع استهلاك الطاقة وانخفاض الإنتاج إلى تحول مصر من مصدّر صافٍ للطاقة إلى مستورد لها وحدوث انقطاعات متكررة للكهرباء. وتعتمد مصر اعتماداً شديداً على الغاز في توليد الكهرباء للمنازل والمصانع.