وصل إجمالي الطلب على الذهب في المنطقة العربية خلال الربع الثالث من العام الجاري إلى 800.3 طن، قيمتها 24.7 بليون دولار، بزيادة 15 في المئة عن الربع الثاني منه، وفقاً لمجلس الذهب العالمي، الذي أضاف في تقرير صدر أمس من مقره الإقليمي في دبي ان ارتفاع الطلب على سبائك الذهب في المنطقة يعود إلى توجه المستثمرين العرب للاحتفاظ به كاستثمار، إضافة إلى ارتفاع نسبة الطلب على المجوهرات، بعدما سجلت انخفاضاً كبيراً في الربع الأول. وأكد التقرير ان الطلب على المشغولات الذهبية بدأ يستعيد مكانته، استجابة للتحسن في الأحوال الاقتصادية. وعلى رغم ارتفاع الطلب على الذهب خلال الربع الثالث مقارنة بالربع الثاني من السنة، لفت التقرير إلى انخفاض الطلب بنسبة 34 في المئة عن مستويات الفترة ذاتها من العام الماضي، بسبب الزيادة القوية غير المتوقعة التي تحققت في الربع الثالث من عام 2008. وقال المدير التنفيذي للمجلس أرام شيشمانيان: «في الوقت الذي تلوح علاماتٍ تشير إلى تحسن مستويات الطلب على الذهب في المنطقة، من السابق لأوانه ان نقول متى يمكننا ان نرى العودة مرة أخرى إلى المستويات المعهودة في شكلٍ أكبر بالنسبة إلى الطلب، معتبراً ان سعر الذهب المرتفع، والتذبذب الذي شهده السعر المحلي أخيراً، يشكلان عاملين رئيسين في التأثير في الطلب، إلا أن هذا أيضاً مرتبط باستمرار حال عدم التأكد حيال الظروف الاقتصادية في المنطقة، خصوصاً في دبي، إلى جانب تراجع أعداد السائحين. وفي ما يتعلق بالاستثمارات، فإن الوضع في شكل عام «يبدو إيجابياً»، وفقاً للتقرير، على رغم القلق نتيجة التذبذب الاقتصادي وأسعار العملات، والمخاوف المتزايدة في شأن التضخم، والبحث عن تنويع الاستثمارات. وفي القطاع الرسمي، توقع التقرير ان تواصل المصارف المركزية تنويع حجم تعرضها لأخطار في تعاملاتها بالدولار، خصوصاً من الذهب الذي أثبت جدارته. وأظهرت دراسة أجرتها «شركة غولد فيلدز مينيرال سيرفيسز المحدودة» لمصلحة مجلس الذهب العالمي ارتفاع متوسط أسعار الذهب للربع الثالث ب 10 في المئة مقارنة بالربع الثالث من عام 2008، إذ سجلت أونصة الذهب آنذاك 960 دولاراً. وأضافت ان الحجم العام للطلب على الاستثمار، والذي يتضمن تبادل الذهب بالأموال المتداولة والصكوك والقطع النقدية، بلغ 227.2 طن، بزيادة طفيفة عن مستويات الربع الثاني، ولكن بانخفاض بلغ 46 في المئة عن أقصى مستويات الربع الثالث لعام 2008. أما فئة الاستثمار بالتجزئة، والتي تتضمن الطلب في شكل صكوك وقطع نقدية، فارتفعت مرة أخرى على أساس تتابعي، بزيادة بلغت 11 في المئة، على رغم انخفاضها بنسبة 31 في المئة عن الربع الثالث من عام 2008. ولا تزال تدفقات الذهب إلى صناديق الاستثمار المتداولة قوية من حيث القيمة المطلقة التي بلغت 41.4 طن، وإن كانت تقل مرة أخرى في شكل كبير عن الأرقام المرتفعة نسبياً عن الفترة المماثلة من عام 2008. وشهد الاستثمار الافتراضي الذي يغطي الجزء الأقل وضوحاً من الطلب على الذهب ربعاً آخر من صافي التدفقات. ومع ذلك، يعتبر هذا التدفق، الذي بلغ 30.7 طن، أقل بكثير مما كان عليه في الربعين السابقين.