أعلنت الجزائر أنها ستستضيف ابتداءً من يوم غد الثلثاء لقاء لقيادات وشخصيات ليبية، في سياق مساعٍ لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين والمساعدة في إنجاز حوار ومصالحة وطنية تنهي الأزمة الدامية في بلادهم. تزامن ذلك مع انتهائها من مشاورات مكثفة مع جهات دولية، وصفتها مصادر في وزارة الخارجية بأنها ل «تقييم قوة داعش في ليبيا» ومفاجأة «بوكو حرام في نيجيريا العالم بمبايعتها داعش». وقال مساعد وزير الخارجية الجزائري المكلف الشؤون المغاربية والأفريقية، عبدالقادر مساهل، إن الجزائر ستستضيف غداً اجتماعاً يضم رؤساء أحزاب سياسية ليبية ونشطاء سياسيين، وذلك في إطار الحوار الليبي الذي ترعاه بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا. ومن الواضح أن الديبلوماسية الجزائرية انتقلت إلى «السرعة القصوى» في ملف الحوار الليبي، بعد كشف المغرب وساطة شبيهة. وظلت السلطات الجزائرية تتكتم عن مشاورات في هذا الشأن، لكنها منذ أسبوع بدأت تعلن عن كل خطوة دولية تتخذها في سياق تحضير الحوار الليبي. وكانت البعثة الدولية أعلنت في 3 الشهر الجاري، عن اجتماع تستضيفه الجزائر بين الفرقاء الليبيين. وأضاف مساهل أن «هذا الاجتماع يدخل في إطار المسار الهادف إلى إيجاد حل سياسي توافقي للأزمة الليبية بقصد التوصل إلى حكومة وحدة وطنية تضطلع بتسيير المرحلة الانتقالية وتخطي الأزمة التي يعرفها البلد الجار ليبيا». وأكد مساهل أن «الاجتماع يدخل في إطار المساعي التي لم تتوقف الجزائر عن بذلها، بطلب من الأطراف الليبية وبالتنسيق مع الأممالمتحدة، لمساعدة الإخوة الليبيين للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الليبية». ويتزامن ذلك مع اجتماع لوفدين من مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق والمؤتمر الوطني (المنتهية ولايته) في مدينة الصخيرات المغربية، للاتفاق على وقف إطلاق النار. وتتمسك الجزائر بضرورة تشجيع الفرقاء الليبيين على حل الأزمة بالطرق السلمية، ورفض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، لكنها تشدد وفق تعبير مسؤولين رسميين في الخارجية، على ضرورة تحييد الميليشيات التي أثبتت الأممالمتحدة تعاملها مع الإرهاب، ما يعيد إلى الأذهان تصريح وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الذي كشف أن هناك مشاورات بين عدة دول لتقييم قدرات تنظيم «داعش» في ليبيا من أجل اتخاد إجراءات للحد من انتشاره. وأوضح وزير الخارجية الجزائري أن «هناك مشاورات مع دول عدة لتحديد قدرات التنظيم الإرهابي في ليبيا وغيرها من البلدان من أجل حشد الطاقات للحيلولة دون تجاوزه للحدود الليبية»، من دون أن يذكر أسماء الدول المعنية بذلك. وزاد: «نحن قلقون، على غرار دول العالم، من الخطورة التي يشكلها تنظيم داعش على أمن واستقرار ليبيا والدول المجاورة». وشدد الناطق على وجوب «تدعيم ليبيا بكل الوسائل المشروعة والمتاحة من أجل إعادة بناء الجيش الليبي وجعل الدولة الليبية العنصر الأساسي في عملية البناء». وتبنّى تنظيم «داعش» عمليات عدة في ليبيا خلال الأسابيع الأخيرة. وتأتي استضافة الجزائر للقاء شخصيات ليبية، عشية استئناف الحوار في المغرب يوم الخميس المقبل، لاستكمال الجولة التي جرت الأسبوع الماضي، وأعلنت الأممالمتحدة أنها حققت تقدماً. واجتمع ممثلو البرلمان والمؤتمر معاً في المغرب وجهاً لوجه للمرة الأولى، بعدما كانوا في جولات المحادثات السابقة يتفاوضون عبر مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون الذي قال إن «عقد اجتماع بين الطرفين كان رمزياً ولم يكن جزءاً من المحادثات ولكنه يعد رمزياً ومهماً». واجتمع طرفا النزاع الليبي وجهاً لوجه بدعوة من وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار الذي قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ليون إن المغرب » ليس له وازع آخر إلا مصلحة ليبيا العليا ووحدتها واستقرارها» . وأعرب مزوار عن أمله بأن تصب المفاوضات «في مصلحة علاقات الثقة التي تجمعنا دائماً بالإخوة الليبيين»، وفي » بناء الدولة الليبية الحديثة ومؤسساتها، ليبيا التي يتوق إليها كل الليبيين والعالم». وقال شريف الوافي عضو مجلس النواب، إن كلا الجانبين سيناقش قائمة مقترحة للمرشحين المحتملين لرئاسة حكومة وحدة. وأضاف: «نتقدم إيجابياً حول مسألة حكومة الوحدة الوطنية وسنناقش الآن شكلها». وزاد الوافي: «سنعود الثلثاء إلى المغرب آملين في الإعلان عن حكومة جديدة في نهاية الأسبوع المقبل». كما أشار إلى أن «ثمة خلافات على الأسماء لكننا سنتوصل إلى بعض التوازن. من جهة أخرى، قال السفير البريطاني لدى ليبيا مايكل آرون: «نريد ليبيا ديموقراطية مزدهرة، بها جيش واحد وشرطة واحدة، حتى يتسنّى لنا تقديم الدعم لها». وأضاف في سلسلة تغريدات على موقع «تويتر»: «نحن ندعم جهود الأممالمتحدة في ليبيا ولا ننتظر، وهذا هو السبب في أنني موجود في الصخيرات»، مشيراً إلى أن «كل المشاركين في الحوار الليبي اتّفقوا على تشكيل حكومة وحدة وطنية من الليبيين التكنوقراط المعتدلين»، كما قال. ونفى السفير البريطاني دعم بلاده لجماعة «الإخوان المسلمين» في ليبيا، وقال: «لا تصدق أي شخص يقول نحن ندعم الإخوان المسلمين، إن هذا غير صحيح على الإطلاق».