أكدت نتائج الدراسات العلمية – نشرت هيئة الغذاء والدواء تقريراً عنها - التي أجريت على حيوانات التجارب في بعض دول العالم أن تناول البرومات أدى إلى ظهور أورام في أجزاء عدة من الجسم بما فيها الكلى والغدة الدرقية في ذكور الجرذان، فيما ظهرت أورام في الكلى بالنسبة للإناث من جرذان التجارب، وبناء على الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب، تم تصنيف مادة البرومات من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في المجموعة 2B (أي مسبب محتمل للسرطان عند الإنسان). وأضافت الدراسة: «توجد حالات تسمم بالبرومات المسجلة بالنسبة للإنسان معظمها كان بسبب التعاطي المباشر لمحاليل تحتوي على برومات بنسب عالية (مقارنة بما تتطلبه مواصفات مياه الشرب المعبأة المعالجة بالأوزون) مثل محاليل صبغ الأقمشة، وتتمثل أعراض التسمم في غثيان، تقيؤ، آلام في البطن، احتباس البول، إسهال، ودرجات مختلفة من التأثير في الجهاز العصبي المركزي، ومعظم هذه الأعراض قابلة للشفاء». وتولت الهيئة العامة للغذاء والدواء تطبيق المهام التنظيمية والتنفيذية والرقابية لمصانع المياه المعبأة والثلج بجميع المناطق بناء على اعتمادها أخيراً، وقبل أيام يسيرة، فإن عنايتها بتغطية الجانب التوعوي في هذا المجال بدأت منذ وقت طويل، إذ نشرت «الهيئة» عبر موقعها الإلكتروني مقالات علمية عدة في هذا المجال قبل بضعة أعوام. ومنذ ذلك الحين و«الهيئة» تركز في منشوراتها على أن البرومات تعد عاملاً مؤكسداً قوياً تستخدم أملاحها بشكل رئيس في محاليل صبغ الأقمشة، ومن أكثرها شيوعاً برومات الصوديوم NaBrO3 (Sodium bromate) وبرومات البوتاسيوم KBrO3 (Potassium bromate)، إذ كانت تستخدم في بعض الصناعات الغذائية، ولكن لجنة الخبراء المشتركة المنبثقة عن منظمتي الصحة والأغذية والزراعة العالميتين المعنية بدراسة المواد المضافة خلصت إلى أنه من غير المناسب استخدام برومات البوتاسيوم في تصنيع الغذاء للاشتباه بأنها مادة مسرطنة. وبحسب مقالة علمية نشرتها «الهيئة» عبر موقعها الإلكتروني، فإن أملاح البرومات في الماء طبيعية، لكنها قد تتكون من مادة البرومايد الموجودة في الماء نتيجة المعاملة بالأوزون، وقد تتكون كذلك نتيجة معاملة الماء بمحاليل الهيبوكلورايت التي تستخدم لتعقيم مياه الشرب. وربما تتأثر عملية تحول البرومايد إلى برومات عند المعاملة بالأوزون بعدد من العوامل مثل طبيعة المواد العضوية الموجودة في المياه، ونسبة البرومايد، ودرجة الحموضة، ودرجة الحرارة، وعوامل أخرى، إذ يزداد معدل تكون البرومات بازدياد درجة الحرارة، وقلوية الماء أثناء المعاملة بالأوزون، إضافة إلى خصائص الأوزون المستعمل وزمن المعاملة به. ونبهت المقالة العلمية إلى أن الاهتمام بالبرومات جاء نتيجة لما أثير حول الاشتباه بقدرة مادة البرومات على إحداث السرطنة، ولذلك عملت الجهات الرقابية في كثير من البلدان كأميركا وأوروبا وكندا ورابطة المياه المعبأة (IBWA) على خفض الحد الأقصى المسموح به في مياه الشرب المعبأة إلى 10 أجزاء بالبليون. وعلى إثر ذلك تم تعديل المواصفة القياسية السعودية في المملكة رقم (409/2000) «مياه الشرب المعبأة» بتاريخ 7/1/1430ه، ليصبح الحد الأقصى المسموح به من مادة البرومات 10 أجزاء بالبليون بدلاً من 25 جزءاً بالبليون، وذلك بناء على اقتراح الهيئة العامة للغذاء والدواء.