نسفت طبيبة الأطفال ومكافحة العدوى في مستشفى الولادة والأطفال بالعزيزية في جدة الدكتورة شادية صبري اعتقادات منتشرة لدى مستهلكين وأولياء أمور أطفال بأن المياه المعبأة (الدبّات) تعدّ آمنة وصحّية مقارنة بمياه الخزانات (الحنفيّات). ونبهت إلى أن إضافة «الكلور» إلى المياه المعبأة قد لا يقل هو الآخر خطراً عن نظيره من التلوث في مياه الخزانات، محذرة من أن دراسات غربية توصلت إلى ضرر «كلورة» المياه وإلى أن التعبئة تهيئ فرصة أكبر لانتشار الميكروبات منها في مياه الخزانات، وشددت على أن المسافرين الذين يقعون ضحية لأمراض القولون والإسهال بشتى أنواعها قد يكونون ضحايا لتلوث مياه الشرب. وقالت الطبيبة صبري ل«الحياة»: «كلنا نستحضر حين نتحدث عن علاقة مياه الشرب بالأمراض قوله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون)، ولهذا فإنه من المؤكد أن طهارة مياه الشرب وتأمين وصولها إلى الناس عامل كبير للحفاظ على الصحة». وأضافت: «من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الشرب للمياه الملوثة بإخراجات بشرية أو حيوانية أو تناول أطعمة تم إعدادها بمياه ملوثة: الكوليرا، الزحار، الدوسنتاريا. كما أن البكتيريا القولونية تسبب إسهال المسافرين، وبعض السلالات الخبيثة منها «0157» أو «h7»، وتسبب الإسهال الشديد الدموي، وقد تسبب الفشل الكلوي، ومن هذه الأمراض كذلك: الالتهاب الكبدي الوبائي، وأمراض الإسهال الأخرى، التي تسبب الحمى والتقلصات والغثيان وفقدان الوزن والجفاف». ونفت طبيبة الأمراض المعدية ما يعتقده البعض من أن المخاطر المترتبة على المياه الملوثة «مكروبياً» فحسب، لافتة إلى أن «هناك دراسات بحسب بيان مجلس الجودة البيئية في أميركا أثبتت العلاقة بين سرطانات القولون والمثانة والمستقيم وشرب الماء «المُكلوَر»، (إضافة مادة «الكلور» لمعالجة وتطهير الماء)، كما أن استنشاق الماء «المكلور» (المضاف إليه الكلور) أثناء «دش» الاستحمام أخطر من شربه، بسبب دخوله من طريق مسامات الجلد أو الرئة، ما يسبب الربو، الحساسية والكحة، وأمراض الجيوب الأنفية، وإدماع العين. ومن أجل ذلك صرح بروفيسور لكيمياء الماء في جامعة بتسبرغ بأن التعرض للمواد الكيماوية المتبخرة أثناء الاستحمام بالدش يفوق 100 مرة خطره من شرب الماء «المكلوَر». وحذرت شادية صبري أولياء أمور الأطفال من خطورة المياه التي قد يسبب شربها أمراضاً تهدد أطفالهم، وقالت: «من بين الأمراض التي يسببها ماء الشرب الملوث، مرض «الطفل الأزرق»، وهو نتيجة لارتفاع «النترات» في المياه، وهو الذي يتحول في الجهاز الهضمي إلى «نتريت» يتفاعل مع «الهيموغلوبين»، ويتحول إلى «ميثاغلوبليم»، الذي يسبب نقصاً في الأوكسجين، يترتب عليه الازرقاق، ولتفادي ذلك يجب استعمال الماء المفلتر، وليس «المكلوَر». وحوال سؤال وجهته «الحياة» إليها عن الاعتقادات السائدة بأن شرب المياه المعبّأة والمعدنية آمن وصحي أكثر من شرب مياه الصنبور، قالت الطبيبة في مستشفى العزيزية: «الكثيرون يعتقدون هذا، لكنه اعتقاد خاطئ تماماً، والكثير يظنون أنها أفضل من مياه «الحنفيات» لمجرد ما يذكر من كون معالجتها تمت بطريقة صحيحة». وأضافت: «أكدت دراسة كندية أن المياه المعبّأة تحتوي على «ميكروبات» أكثر من الموجودة في مياه «الحنفيات»، لكن هذا لا يعني ازدياد الأملاح بصورة غير صحية في المياه غير المعبأة ليس ذا ضرر، فزيادة الصوديوم على سبيل المثال في مياه الشرب تؤدي إلى الصداع والهبوط والتشنجات».