طالب نائب رئيس نادي الهلال السابق طارق التويجري إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالتوقيع مع غريتس لمواسم عدة، واصفاً التوقيع معه ب «الاستثمار الحقيقي». جاء ذلك في حوار أجرته معه «الحياة» أكد فيه ان الاحتراف في الأندية السعودية لن يؤتي الثمار المأمولة منه بسبب سوء التطبيق، مؤكداً أن الأندية تعاني من الدماء «الجامدة» في شرايينها، مطالباً بإيجاد أنظمة وقوانين تضمن تفعيل أكبر قدر من العقول والجهود والخبرات. فإلى الحوار: الرياض - عبدالعزيز العمر يختلف الهلاليون حول أفضلية المدربين الروماني كوزمين والبلجيكي غريتس فكيف تقوّم الاثنين من خلال عملهما مع فريق الهلال؟ - المدربان من أفضل المدربين الذين مروا على تاريخ نادي الهلال، إذ نقلوا الهلال نقلة تاريخية من خلال العطاء الفني ووضع إستراتيجية فنية عالية، فأنا عملت مع المدرب الروماني كوزمين فهو مدرب رائع وبارع ومتحمس، ويملك ثقافة كروية متطورة وبكل ما يتعلق بكرة القدم، وهو متصبغ بالمدرسة الإيطالية ويعمل على أسلوبها، ولذا تجده متحفظاً كثيراً على رغم أنه حقق نتائج إيجابية من خلال الخطط التي ينتهجها والتي يغلب عليها الدفاع أكثر من الهجوم. أما البلجيكي غريتس فهو مدرسة تدريبية فذة واسم كبير في عالم الكرة ولديه طرق متنوعة وهو رجل نظامي وحازم، ويتألق مع الفريق الذي يدربه بشكل سريع وله نهج هجومي، ويعامل كل لقاء على حسب الفريق المقابل ويعشق الهجوم، وشخصيّاً أتمنى من الإدارة الهلالية استثمار هذا المدرب والتوقيع معه لسنوات طويلة حتى يضيف للهلال الكثير، فهذه النوعية من المدربين هي الاستثمار الحقيقي للفريق. هناك من يقول ان المنافسة ستنحصر في البطولات على ثلاثة أندية هي الهلال والشباب والاتحاد فما رأيك؟ - توقعي الشخصي أن فريق الهلال سيكون على هرم الفرق التي ستحظى بعدد كبير من البطولات، وسيحقق الهلال على الأقل ثلاث بطولات من بطولات الموسم الحالي لكون الهلال قليل السلبيات ويملك تمازجاً مميزاً بين لاعبيه بالجمع بين المهارة والعقل والخبرة والعناصر الشابة وعودة بعض نجومه الى مستوياتهم الفنية مثل الشلهوب كما أن الانسجام واضح بين أفراد فريق الهلال بخلاف فريقي الشباب والاتحاد اللذين يعانيان من مشكلات فنية في صفوف فريقيهما ووجود ضعف واضح في بعض الصفوف. بصفتك نائب سابق لرئيس أحد الأندية السعودية البارزة وبحكم ممارستك للعمل الإداري، كيف ترى الإسهام الذي قدمه الاحتراف في تطور الكرة السعودية؟ - بحسب الإنجازات لم يقدم الاحتراف في الكرة السعودية الفرق الواضح المأمول، وذلك بسبب سوء التطبيق، فنحن نملك احترافاً لفظياً أكثر منه تطبيقياً. ومن يتحمل مسؤولية سوء التطبيق؟ هل هو فكر اللاعب أم أنظمة الاحتراف أم الفكر الإداري؟ - بالطبع أنظمة الاحتراف تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى، دائماً التنظيم يُمنهج الجميع، ومثال ذلك الشخص الذي لا يحترم النظام هنا بينما تنقلب حاله تماماً في دولة متقدمة بفعل النظام القوي منهجاً وتطبيقاً. وماذا عن المحترفين الأجانب؟ هل كانوا رافداً من روافد التطور؟ - الخسائر المادية المصروفة على اللاعبين الأجانب اكبر بكثير من العوائد من وجودهم. باختصار، الحال تعبر عن هدر كبير ونزف لا يطاق. هناك من يطالب بالاحتراف الإداري... هل أنت مع أو ضد ذلك؟ وهل لدينا إداريون قادرون على الاحتراف الإداري؟ - أول الخطوات هو بناء نظام رصين، وبالتالي وضع جميع الأساليب المناسبة لتحقيق الفائدة من هذا النظام، ومنها الاحتراف الإداري. الملاحظ على العمل الإداري في مجالس إدارات الأندية اقتصاره على شخص أو اثنين بينما بقية الأعضاء لا يلعبون دوراًً بارزاً؟ - أيضاً النظام هو الذي يضمن تفعيل اكبر قدر من العقول والجهود والخبرات... ومن ذلك تفعيل محاضر الاجتماع، واشتراط أن تكون القرارات الاستراتيجية في النادي عبر موافقة أغلبية مجلس الإدارة. دخلنا عصر الانتخابات في الأندية... كيف تراه؟ - العملية الانتخابية تحولت إلى إجراء شكلي لتغطية الدكتاتورية المهيمنة علينا بكل آسف. الكثير من الإداريين لم يخرجوا من العمل في أنديتهم إلاّ بعد وقوع مشكلات... لماذا برأيك؟ - نعاني من الدماء الجامدة في الأنديةK وللأسف نحتاج من فترة إلى أخرى لتجديد وتدوير المناصب الإدارية في الأندية، فالإبداع يتجدد ويتنوع مع التغيير الإيجابي. لماذا يغادر أعضاء مجلس الإدارة إذا غادر الرئيس في أي ناد؟ هل هناك «شللية»، أم أن الأمر يتعلق بالقدرة الإدارية؟ - الأمر طبيعي، فأنا مؤمن بمبدأ التوليفة، ولكن كما قلنا سابقا المرارة أن كثيراً من الأسماء تدخل وتخرج وهي لم تقدم شيئاً يذكر. يقال بأن الإعلام هو مصدر كبير لتأجيج المشكلات والتعصب بين الأندية، فهل تؤيد تلك المقولة؟ - أتفق مع ذلك تماماً. الاستثمار في الرياضة هل آتى ثماره؟ وكيف ترى تعاطي الرياضيين عموماً في الاستثمارات مع الشركات؟ - الاستثمار في الرياضة هو عبارة عن مداخيل أكثر، ولكن مع مصاريف أكثر، مداخيل الاستثمار بحاجة الى استثمار بكل صراحة. وبالمناسبة فما انفق على الرياضة السعودية أضعاف اضعاف ما تم تحصيله من تطور وتقدم ونهضة. هناك من يرى أن عقود اللاعبين مبالغ فيها، فكيف ترد على ذلك؟ وهل تقترح آلية معينة للحد منها؟ - بالتأكيد هي مبالغ فيها، والسبل كثيرة للحد منها. ظهرت على السطح خلافات كبيرة بين لجنة الاحتراف وإدارات الأندية، فما هي الأسباب؟ وكيف ترى تعاطي لجنة الاحتراف مع تلك الخلافات؟ - طبيعي هذا الخلاف في ظل لجنة غير محترفة أبداً، والملاحظ أيضاً أن هناك تبايناً كبيراً بين أنظمة الفيفا الاحترافية ونظامنا الاحترافي، والسبب في ذلك أن اللجنة تفتقد أدوات الاقتباس والتنقيح وبعد النظر، وهي لا تعرف معنى الأهداف والشمولية والصياغة اي صياغة اللائحة وأشياء كثيرة. هناك لغط كبير حول لجنة الانضباط وقراراتها يصفها البعض بالتناقضات؟ - لجنة الانضباط حققت تقدماً لا بأس به، ولكنها تحتاج إلى جهد أكثر حتى تصل الى لائحة رصينة. شهد حصول الهلال على نادي القرن لغطاً كبيراً ما هو تعليقك؟ - اللقب مستحق بشهادة الجميع وتأخر كثيراً. أما قضية المعترضين على الجهة المانحة، فذلك عذر أقل من أن يقلل من استحقاقه للقب. البعض يرى أن اللاعب الذي يرحل من ناد كبير من الصعب أن يواصل النجاح، فما مدى صدق تلك المقولة وتحققها؟ - ليس شرطاً انا مع انتقال اللاعب الذي لا يمكن الاستفادة منه من ناديه الأصلي، لنؤسس عملية تبادل المنافع. أندية عدة ألغت عقود مدربيها وهي عادة في كل موسم فكيف تراها؟ - تعدد المدربين احد الشواهد الماثلة على ان الارتجال هو المسير لرياضتنا وبكل أسف. عضو شرف الهلال الأمير عبدالله بن مساعد يرفض وبشدة إقامة حفل اعتزال للاعب المحترف ويؤيدها للاعب الهاوي، فهل لك رأي في ذلك؟ - في هذا الوقت وفي ظل ارتفاع مقدمات العقود، كلامه لا غبار عليه. لماذا تأخرت الخصخصة في رأيك؟ - الانسلاخ من الصبغة الحكومية دائماً ما يحتاج الى وقت طويل. وبالطبع ان مشروعاً كذلك يحتاج الى كم كبير من العمل والمراسلات والاجتماعات والاتفاقات بين الجهات المعنية، وبالتالي نتفهم التأخير الخارج عن يد الرئاسة العامة للشباب. ولكن ما دامت تبذل في هذا المسار، فهذا أمر طيب إلى حد ما. وفي حال دخلنا عالم الخصخصة، فمن المفترض ان تبدأ العملية بالتدريج، وفي رأيي يجب أن يتم تطبيق المشروع على أندية البطولات والجماهير كالهلال والاتحاد والنصر والأهلي والشباب، فهي الأندية التي تعتبر مطمعاً بالنسبة للمستثمرين. وما هي أبرز المعوقات في إبطاء عجلة خصخصة الأندية الرياضية؟ - الروتين الحكومي والخوف من فقدان السلطة المهيمنة. وما هي النقاط التي ترى أن الخصخصة ستوفرها؟ - التحرر من أغلال التقليدية والانطلاق إلى آفاق الإبداع والتخصص والاحترافية.