تناول تقرير النفط الأسبوعي (19 الشهر الجاري) الذي تعده شركة نفط الهلال، موضوع استثمارات الطاقة المستدامة في دول الخليج العربي واعتبر أن «أداء قطاع الطاقة لدى دول الخليج المنتجة للنفط، تميّز بالنشاط والمجازفة خلال الفترة الماضية، بلغت حد المغامرة في ظروف صعبة عرفتها المنطقة. وتسبب دخول هذه الدول في شراكات واستثمارات طويلة الأجل مع شركات عالمية، بأثر بالغ، فاستفادت كثيراً من خبرات قطاعات الطاقة وتقنياتها لدى دول صناعية، مروراً بتطوير الأطر والمؤسسات المحلية، تمهيداً لجعلها جزءاً مهماً من نسيجها الاقتصادي، وصولاً إلى القدرة على التأثير إيجاباً بكافة التطورات الحاصلة، على القطاع بدلاً من التأثر بها». وأكد التقرير «نجاح دول الخليج في اتخاذ قرارات استثمار موجهة إلى قطاع الطاقة والنفط منذ الاكتشافات الأولى، على رغم المتغيرات التي يشهدها القطاع على مستوى تراجع الطلب وكثرة المنافسين والمضاربين ومستوى التراجع والتذبذب الحاد في اتجاهات أسعار منتجات النفط والغاز» . ويضيف: «نجد أن الاستثمارات في النفط على مستوى الاستكشاف والتنقيب والاستخراج ارتفعت 9 في المئة خلال فترة ما قبل الأزمة المالية وحتى منتصف السنة الحالية لتتجاوز حدود 200 بليون دولار، وتتركز لدى المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة». في المقابل يضيف التقرير، «دخلت تلك الدول في مسار متوازن للإنفاق الاستثماري الطموح على التنمية الداخلة وتطويرها وتأهيلها، بحيث تخطط أبو ظبي لاستثمار نحو 65 بليون دولار في مجال الطاقة المستدامة، وتسعى الإمارات لتكون رائدة في مجال تطوير تلك المشاريع واختبار مدى نجاحها وجدواها وإنتاجها في المجالات كافة. وترغب السعودية في الاستفادة من التقنيات المتقدمة المستخدمة والمستحدثة التي تساهم في زيادة إنتاج الطاقة النظيفة، بخاصةٍ في الكهرباء لمواجهة الطلب المتزايد، وهذه حال دول المنطقة النفطية مع اختلاف التوقيت وحجم الاستثمارات الموجهة إلى قطاع الطاقة التقليدية والمستدامة». ويعتبر التقرير «نجاح دول المنطقة وقدرتها على الإنفاق الاستثماري في القطاعين في الوقت ذاته، بمثابة مجازفة استثمارية على المدى القصير، إذا رُبطت بظروف الأزمة المالية وتداعياتها ومستويات العرض والطلب والأسعار، نظراً إلى ارتفاع تكاليف اختبار الطاقة المستدامة وإنتاجها وطول فترة الاختبارات وتقدمها البطيء نحو سد جزء من احتياجات الدول، قبل الوصول إلى إنتاج الفائض وتصديره». ويقدّر التقرير «أن مواصلة الإنفاق على زيادة الاستكشاف والتنقيب أكثر جدوى، في المدى ذاته وأكثر جدوى على مستوى زيادة الاحتياطات يوماً بعد آخر، ورفع قدرة دول المنطقة من تدعيم رؤوس أموالها واحتياطاتها ومواصلة خططها التنموية ومواجهة التداعيات والأخطار المنتظمة وغير المنتظمة. وتبقى ضرورة الاستفادة، بين الاتجاهين، من كل الإمكانات الحالية من أولويات دول المنطقة ومخططاتها المستقبلية». عقود الإنشاءات والتطوير ورصد تقرير «نفط الهلال» نشاطات دول الخليج والمنطقة على صعيد عقود الإنشاءات والتطوير الجديد، بدءاً من شركة أبو ظبي لصناعات الغاز المحدودة «جاسكو» التي أرست عقد هندسة وشراء مواد وإنشاء وتشغيل مشروع عصب - 3 إلى شركة «تكنيب» الفرنسية بتكلفة 1.5 بليون درهم على أساس تسليم المفتاح. ويمول المشروع الائتلاف بين شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) وشركة «شل» أبو ظبي و «توتال» العالمية و «بارتكس» البرتغالية. ويتوقع الانتهاء منه خلال الربع الثالث من عام 2012. وفي قطر أبرمت شركة قطر الدولية للبترول وشركة «شل ايسترن بتروليوم» اتفاقات تشتري بموجبها الشركة القطرية حصصاً في مشروعين مشتركين ل «شل كميكالز» في سنغافورة، في أول عملية استحواذ خارجية لها في قطاع منتجات النفط. وتبيع «شل» بموجب الاتفاق، أسهمها في الشركتين إلى مشروع مشترك جديد باسم «قطر الدولية للبترول وشل كميكالز» سنغافورة. إلى ذلك وقع على اتفاق مشروع مقاطعة هاينان الصينية بين كل من شركة قطر للبترول الدولية وشركة «هاينان بان آسيا» للبتروكيماويات الصينية، تأكيداً على تطوير مجمع للبتروكيماويات يعتمد على الغاز لينتج نحو 2,6 مليون طن سنوياً من «الالوفينات». وفي السعودية أبرمت مجموعة محمد المعجل خطاب نيات مع شركة «بتروفاك» العربية السعودية بهدف إنشاء معمل لإنتاج الطاقة الكهربائية للمشروع التابع لشركة «ارامكو» في حقل كران بالخرسانية بقيمة إجمالية تبلغ 136.5 مليون ريال (37 مليون دولار). ورفعت شركة النفط العُمانية مساهمتها في شركة «بهارات عمان للمصافي المحدودة» إلى 26 في المئة، لتكون المساهم الرئيس بعد شركة «بهارات بتروليم كوربوريشن ليمتد» الهندية. وتنفذ شركة «بهارات عمان للمصافي المحدودة» حالياً مصفاة تكرير النفط الخام في منطقة «بينا» في ولاية ماديا براديش الهندية بتكلفة 2.4 بليون دولار، بسعة تكرير 6 ملايين طن. وأبرمت شركة «اوكسيدنتال بتروليوم» البحرينية شراكة لإدارة حقل للنفط والغاز الطبيعي في المملكة. وتعمل «شركة تطوير البترولية» بموجب اتفاق للإنتاج بين «اوكسيدنتال» ومبادلة للتنمية الإماراتية والهيئة الوطنية للنفط والغاز «نوجا» البحرينية. وتبدأ «تطوير» تشغيل حقل البحرين على الفور ويتوقع ارتفاع إنتاج النفط إلى مستواه الأعلى 100 ألف برميل يومياً علاوة على إنتاج 2.5 بليون قدم مكعبة يومياً من الغاز. وبموجب شروط اتفاق الإنتاج تملك «اوكسيدنتال» ومقرها لوس انجلوس 48 في المئة من المشروع و «مبادلة» 32 في المئة و «نوجا» 20 في المئة.