ترافق استئناف الحوار الليبي في المغرب أمس، مع تصعيد في جبهات القتال، غداة جلسة لمجلس الأمن لمناقشة الأزمة الليبية، تحدّث فيها مبعوث الأممالمتحدة الى ليبيا برناردينو ليون والمندوب الليبي لدى الأممالمتحدة ابراهيم الدباشي. وتعرّض مطار معيتيقة الدولي في طرابلس لغارة أمس، استهدفت مستودعاً للطائرات الحربية، وأسفرت عن أضرار مادية. وأتى ذلك بعد ساعات من غارة مماثلة شنّها سلاح الجو الليبي على المطار الذي تسيطر عليه ميليشيا «فجر ليبيا» الموالية للمؤتمر الوطني. في الوقت ذاته، أعلنت «المؤسسة الوطنية للنفط» في ليبيا، حال «القوة القاهرة» في 11 حقلاً نفطياً تتعرّض لهجمات وسط البلاد. وحذّرت المؤسسة في بيان أمس، من أنها قد تلجأ الى إغلاق كل الحقول والموانئ النفطية، في حال استمرار حال التردّي الأمني في محيطها. ولفتت المؤسسة الى أن الإغلاق يترتب عنه «عجز تام في الإيرادات المالية للدولة». الى ذلك، أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا. وقال المندوب الفرنسي لدى الأممالمتحدة فرانسوا ديلاتر الذي يرأس الدورة الحالية للمجلس، إن الفراغ السياسي والأمني في ليبيا يفيد الإرهابيين بالدرجة الأولى، وأضاف: «اتفقنا على الضرورة الملحّة لصياغة استجابة ملائمة لهذا التهديد. وبعد الاستماع إلى إفادة من رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، رحّبنا بالتزام أطراف الحوار الذي يجب أن يؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لإعادة نشر السلام والاستقرار في ليبيا». وكان المندوب الليبي لدى الأممالمتحدة ابراهيم الدباشي، وجّه اتهاماً مباشراً الى بريطانيا بدعم «الميليشيات المتحالفة مع أنصار الشريعة». وقال الدباشي في جلسة لمجلس الأمن، إن المندوب البريطاني لدى الأممالمتحدة «لم يخجل من القول إن الميليشيات المتحالفة مع أنصار الشريعة هي الوحيدة القادرة على مواجهة الإرهاب، وأنا أتحداه وحكومته بأن يقنع تلك الميليشيات بأن تصف أنصار الشريعة بأنها تنظيم إرهابي». وأضاف: «من الواضح أن إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لا تريد للسلطات الشرعية الليبية استعادة العاصمة طرابلس، من خلال تقديمها الدعم الى جهات معيّنة ومعارضتها تسليح الجيش الليبي بكل قوة». وقال إن «بعض التحليلات في ليبيا، تقول إن هذه الدولة (بريطانيا) إما أنها تخطّط لتقسيم ليبيا أو تحاول فتح الطريق أمام مواطنيها من أصل ليبيّ لاستلام السلطة». وكان المندوب البريطاني مارك غرانت، صرّح بأن الجيش الليبي غير قادر على مواجهة «داعش»، وأن كتائب مصراتة هي القادرة على القيام بهذه المهمة. وطالب الدباشي مجلس الأمن برفع حظر السلاح عن الحكومة الليبية، والسماح للجيش الليبي بالحصول على السلاح. على صعيد آخر، أصدرت لجنة تحقيق في مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون، مذكّرة للحصول على رسائل البريد الإلكتروني الشخصية لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في ما يتعلق بهجوم متشدّدين عام 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي، ما أسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة ديبلوماسيين آخرين. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن أشخاص على علم بالتحقيق، أن اللجنة سترسل مذكرات استدعاء الى وزارة الخارجية. وكانت هذه اللجنة اكتشفت استخدام كلينتون حساب البريد الإلكتروني الخاص بها حصرياً، في القيام بعمل رسمي أثناء تولّيها منصبها كوزيرة للخارجية.