إسلام آباد - أ ف ب - قتل 19 شخصاً على الاقل بينهم ثلاثة شرطيين وجرح 52 آخرون حين فجر انتحاري قنبلة حملها امام مدخل قصر العدل في بيشاور، عاصمة الاقليم الحدودي الشمال الغربي امس، حيث يركز عناصر حركة «طالبان» المرتبطين بتنظيم «القاعدة» عملياتهم الانتحارية، رداً على العملية العسكرية الواسعة التي يشنها الجيش ضدهم في اقليمجنوب وزيرستان. وأوضح صاحب زاده انيس رئيس ادارة عاصمة الولاية الشمالية الغربية: «حاول الانتحاري دخول قصر العدل المجاور لفندق بيرل كونتيننتل راجلاً. وحين استوقفه رجال الامن فجر الحزام الناسف الذي ارتداه». واعتبر هذا الاعتداء الانتحاري الثامن في افغانستان خلال 11 يوماً والسابع الذي يستهدف بيشاور (2.5 ملايين نسمة)، وأسفرت عن مقتل 110 اشخاص على الاقل، علماً ان «طالبان باكستان» تعهدت بعد استهداف معقلها في جنوب وزيرستان بدءاً من منتصف تشرين الاول (اكتوبر) الماضي تعهدت بالانتقام عبر تكثيف حملة الاعتداءات في المدن الكبرى، فيما سقط حوالى 2550 شخصاً في موجة اعتداءات نفذ غالبيتها انتحاريون من الحركة خلال اكثر من سنتين. ويشير استهداف الى الخلافات القائمة بين إسلام أباد التي تسعى الى اجتثاث «طالبان» من المناطق المحاذية لأفغانستان والحكومة الإقليمية التي ترغب في تحقيق الهدف ذاته، لكن واقع كونها حكومة قومية بشتونية يجعلها في حالة عداء مع السكان البشتون الذين يشكلون الغالبية الساحقة في الإقليم ويعول عليهم في أي انتخابات. كما أن خشية الحزب الحاكم في بيشاور من انتقام «طالبان»، وارتباط زعماء المنطقة بقبائل يتحدر منها مقاتلو «طالبان» قد يصعيب تنفيذ الحكومة الإقليمية أي خطة أمنية بنجاح ضد الحركة، في وقت وضعت «طالبان» أكثر من ثلاثين من قادة الحزب الحاكم في بيشاور على لائحة الاستهداف والاغتيال. وليل الاربعاء – الخميس، قتل اربعة متمردين على الاقل وجرح خمسة آخرون بصواريخ اطلقتها طائرة تعمل من دون طيار تابعة للجيش الاميركي انطلقت من افغانستان، في اقليم شمال وزيرستان، الذي تقول واشنطن ان عناصر من «طالبان» لجأت اليه. ولم تكشف هويات القتلى، علماً ان الولاياتالمتحدة نفذت نحو 44 هجوماً صاروخياً باستخدام طائرات مماثلة في مناطق القبائل (شمال غرب) هذه السنة مع تصاعد تمرد «طالبان» الذي تواجهه قواتها في افغانستان. جاء ذلك غداة اعتراف طارق أعظم، الناطق باسم «طالبان» بسيطرة الجيش على غالبية بلدات وقرى جنوب وزيرستان، معلناً انسحاب «طالبان» الى اعالي الجبال.