رأى وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه آرنس أن عدم إبراز الأحزاب الإسرائيلية حل الدولتين في برامجها الانتخابية يؤكد انهياره. وطرح آرنس، في مقال، أبعاد هذا الحل على إسرائيل، معتبراً أنه يهدد في المنظور البعيد أمنها، قائلاً إن "محمود عباس لا يمثل كل الفلسطينيين ولا يستطيع التوصل باسمهم إلى اتفاق مع إسرائيل. ويعرف الفلسطينيون أنه في أعقاب انسحاب إسرائيل من الضفة ستدخل حركة حماس إليها، ومن الممكن جداً أن يدخل تنظيم الدولة الإسلامية أيضاً، الأمر الذي يشكل خطراً على الإسرائيليين". وأضاف أن "هذا التجاهل هو أيضاً موقف حزب العمل كما يبدو، الذي لا يبرز هو الآخر حل الدولتين في حملته الانتخابية، لأنه يعرف جيداً أن غالبية الإسرائيليين يعتبرونه في هذه المرحلة ليس أكثر من حلم. لكن العالم الخارجي لا يفهم هذا الموقف، خاصة أولئك الذين يحبون شعار الدولتين للشعبين، الذي ولد في إسرائيل وتم تبنيه من قبل الكثيرين خارجها. وهؤلاء لا يفهمون أبعاد التغيير الذي طرأ في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، وهو أن ما كان يبدو بديلاً عادلاً وواقعياً بالنسبة للكثيرين أصبح غير واقعي الآن". وتطرق وزير الدفاع الأسبق إلى الخلاف بين أكبر حزبين متنافسين في الانتخابات "ليكود" و"العمل" قائلاً: "ما كان يبدو طوال السنوات كأساس للخلاف بين حزب ليكود والعمل في إسرائيل (الطريقة الصحيحة لمعالجة المشكلة الفلسطينية) تراجع إلى وراء الكواليس، ربما ليعود إلى الظهور في مرحلة ما في المستقبل. اليوم لا يوجد فارق كبير بين الحزبين في كل ما يتعلق بالمسألة الأمنية، باستثناء فوارق طفيفة. كلاهما يعتبر أن المشروع النووي الإيراني يشكل خطراً كبيراً على إسرائيل، ويفهمان أن الاتفاق بين أميركا وإيران هو اتفاق سيء لإسرائيل. ومسألة ما إذا كان نتانياهو يجب أن يلبي الدعوة لإلقاء خطاب في الكونغرس هي مسألة هامشية، ومن يعرف أسس العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة يعرف أنها ستبقى ممتازة دائماً، والدليل على ذلك هو بيع المزيد من طائرات إف 35 لإسرائيل". ويرى أن الاتفاق بين "ليكود" و"العمل" في المسائل الأمنية هو مسألة جديدة وغير مسبوقة، لأن "قادة العمل هم الذين دفعوا إلى اتفاقات أوسلو التي حكم عليها بالفشل، وبعد ذلك قاموا بالانسحاب الأحادي الجانب من الحزام الأمني الذي قاد إلى تضخم قوة حزب الله، ومن ثم جاءت الانتفاضة الثانية وموجات الإرهاب التي ضربت إسرائيل، وازداد التهديد الصاروخي لمواطني إسرائيل، وظهر الاستعداد للتخلي عن الجولان لسورية وعن الضفة لياسر عرفات. وهذه الاحداث لا تحتل مكانة هامة في المعركة الانتخابية الحالية، لكنها تركت لدى الكثير من الناخبين الانطباع بأن حزب العمل يظهر ضعفاً كبيراً في المسائل الأمنية. وإطلاق اسم المعسكر الصهيوني على التحالف مع ليفني يشكل محاولة لتحسين هذه الصورة".