اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه أرنس، اندلاع المواجهات وتظاهرات الفلسطينيين في القدس، أو ما تسميه إسرائيل أعمال الشغب بين الفلسطينيين، نتاج فشل الجيش الإسرائيلي في حربه في غزة وعدم قدرته على هزم 15 ألف محارب من حماس والجهاد الإسلامي، خلال حرب "الجرف الصامد". ومن خلال رده على السؤال "من انتصر في الحرب الاخيرة"، يناقش ارنس الخلفية التي ساهمت في الاوضاع التي تشهدها القدس، بدءاً من تعزيز قدرات حزب الله في لبنان، بعد الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 والانسحاب من غزة ثم ما اعتبره فشل الجيش في حرب غزة "الجرف الصامد" ويقول ارنس: "بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون وبيني غانتس، بذلوا كل ما يستطيعون خلال ظهورهم على شاشة التلفزيون ليلة اعلان وقف اطلاق النار، لإقناع الجمهور الاسرائيلي بأن إسرائيل انتصرت، وبأن "الارهابيين"، وفق تعبيره، الذين قصفوا المدن الاسرائيلية ونجحوا بإغلاق مطارها، سيفهمون في اللحظة التي يخرجون فيها من مخابئهم ويشاهدون الدمار الذي زرعه سلاح الجو الاسرائيلي، انه لا فائدة من تكرار التجربة. ربما يكون الكثير من الاسرائيليين قد صدقوا ما قالته قيادتهم، والبعض اراد تصديق ذلك، امام الثمن الباهظ الذي دفعه جنود الجيش، يقول ارنس ويضيف: "لكن هل هذا هو ما يحدد في نهاية الأمر نتائج هذه الحرب الدامية؟، كيف تنظر حماس وحزب الله وايران والفلسطينيين في غزة والضفة والقدس الى نتائج المواجهة بين 15 الف محارب من حماس والجهاد الاسلامي، وبين الجيش الاسرائيلي بدباباته وسلاح المشاة وسلاح الجو وسلاح البحرية؟ نتذكر هنا الفرح الذي استقبلت به إسرائيل الانسحاب من جانب واحد من الحزام الأمني في جنوبلبنان، في ايار عام 2000، والذي جاء بعده تماماً خطاب "النصر" الذي القاه حسن نصرالله، والذي ادعى ان كل قوة إسرائيل، بسلاحها المتطور، ليست إلا كقوة بيت العنكبوت. ويكفي السلاح البسيط والاصرار لتدميرها. لقد فسر هذا المفهوم الانسحاب الاسرائيلي كانتصار لحزب الله وكدليل على أنه يمكن هزم إسرائيل على رغم قدراتها. وكان هذا المفهوم هو الذي وقف وراء استفزاز حزب الله بعد ست سنوات من الانسحاب، والذي قاد الى حرب لبنان الثانية. ويؤمن الكثير من المسؤولين في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، ان هذا المفهوم هو احد المحركات التي قادت الى الانتفاضة الثانية، بعد اربعة أشهر من الانسحاب من جنوبلبنان. وهكذا فان المفهوم الذي اعتبر إسرائيل منيت بالهزيمة امام حزب الله في حرب لبنان الثانية، جعل حزب الله وحماس تجمعان عشرات آلاف الصواريخ الموجهة الى الجمهور الاسرائيلي والمعدة لإطلاقها عاجلاً ام آجلاً. ورد ارنس على خطابات النصر التي ألقاها قادة اسرائيل بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار في غزة بالقول: "في كل جولة من جولات المواجهة مع حماس، اعتقد قادة اسرائيل أنهم نجحوا بردع حماس عن تكرار الهجمات على اسرائيل، واتضح خطأهم في كل مرة. فمفاهيمهم لم تتفق مع مفاهيم قيادة حماس. وعلى رغم انه بات من الواضح منذ الآن، ان قادة حماس لا يفكرون بتفكيك اسلحة التنظيم، وان قسماً من الأموال التي تتدفق الآن الى قطاع غزة سيكرس لإعادة تسليح حماس والجهاد الاسلامي. من الممكن جداً ان يكون المفهوم بأن الجيش لم ينجح بهزم حماس في غزة، يساهم في احداث القدس".