صلاح محمد، شاب يمني اكتشف ذات يوم ولعه بترتيب الأشياء في شكل فوضوي وفقاً لعملية توازن دقيقة أشبه ما تكون بخداع قوانين الجاذبية. تطورت موهبته في وقت قياسي ليكتشف أن موهبته التي كانت تدهش الناس توشك أن تتحول إلى فن جديد يتقنه كثير من المبدعين حول العالم. غير أنه سعى لإضفاء طابع يمني على تجربته من خلال توظيف تعلقه بالطبيعة اليمنية لتركيب أشكال فنية غاية في الإبهار، مثل أن يضع الكثير من الصخور بثبات على كرة زجاجية صغيرة . ويقول صلاح محمد ل «الحياة» عن بداية اكتشافه هذا النوع من الإبداع: «مسألة التوازن ومشاهدة الأشياء، يقف على أطرافها حبّ لدي منذ الصغر، لكن قبل أقل من سنة شاهدت رجلاً في التلفزيون يركّب الأحجار فأغرمت بالأحجار والطبيعة عموماً بكل مكوناتها وعناصرها، وبدأت أمارس هذه الهواية مع الأحجار وكل يوم يأتيني فضول، ماذا سأفعل بعد؟». وينفي صلاح أن تكون هوايته تحدياً للجاذبية. ويوضح: «الجاذبية أساس الحياة، لكن الموضوع يكمن في نسيان أن هناك جاذبية ومحاولة تحدي الرياح والأوزان المختلفة، لكن الحديث عن تحدي الجاذبية في الأساس هو اسم ملهم عندما يصفني البعض بمخادع الجاذبية». ويرى صلاح محمد أن أبرز السمات في هذا النوع من العروض الفنية - إن جاز التعبير - أنها نادرة جداً وفيها غرابة إلى درجة يمكن أن يقال عنها إنها سحر، كما يحتاج هذا النوع من الفن إلى تركيز عال وهدوء أعصاب، أكثر مما يعتمد على القوة البدنية. وعن أهم المراحل التي مرت بها تجربته يضيف صلاح محمد: «في البداية كنت أشعر أن ما أقوم به مجرد موازنة للأشياء وإدهاش للناس، لكنني في المرحلة الثانية من هذه التجربة بدأت أشعر أنني بحاجة إلى أن أذهل نفسي وأن أختبر قدراتي أكثر. أما في المرحلة الثالثة، فبدأت أشعر بأن إذهال الناس وإذهال نفسي ليسا كافيين، فبدأت محاولة نقل كل الإحساس والتركيز مني إلى العمل وأن لا يراه الناس وينذهلوا فقط، بل أن يشعروا بأن هذه التجربة أتت من خلال إحساس مطلق وعليهم أن يشعروا به». يحمل صلاح محمد الكثير من الأمنيات في ما يتعلق بتطوير موهبته في فن التوازن التي يقول لا تزال تتشكل وفقاً لإمكانات فردية في ظل غياب أي مدرسة فنية في العالم وتطور هذا الإبداع الذي لا يزال البعض ينظر إلى من يؤدونه كفناني توازن وعروض. وإلى جانب سعيه لنشر هذا النوع الفريد من الإبداع وتطويره في اليمن، يعمل صلاح محمد على توظيف إمكاناته كمصور فوتوغرافي للمزج بين فنَّي التصوير والتوازن، فيوثّق كل أعماله في ما يشبه اللوحات الفنية التي تنتمي إلى مدرسة الفن التجريبي، إلى جانب العروض التي يؤديها في عدد من الفعاليات مثل «تيدكس» وبعض الجامعات. وهو يحلم بتقديم عروضه في التوازن على مسارح وفي برامج تلفزيونية.