يصر الفنان بيل دان على أنه يتقن موازنة الأشياء بدقة متناهية بعضها فوق بعض رغم أن هناك من يعتقد بأن ما يقوم به قد يكون ضرباً من الخداع.. وقد دأب بيل على إلهاب أكف معجبيه في سان فرانسيسكو بالتصفيق والهتاف منذ 1994م بمنحوتاته ومنتوجاته المبهرة التي قدت من مختلف أنواع الصخور التي يتكئ بعضها على خاصرة الآخر. ومنذ ذلك الحين ظل بيل يستقطب جموع المعجبين عبر الانترنت بينما ظلت الطلبات تتواتر إليه تباعاً لنحت المنحوتات لصالات العروض والمناسبات الخاصة. ففي واقع الأمر تعد أعماله التي تتحدى قانون الجاذبية من الروعة والإدهاش بالقدر الذي يدفع الناس أحياناً إلى أن يرفضوا التصديق بأنه لا يستخدم الصمغ أو الحيل الفنية الأخرى. وقد تحدث في هذا الصدد قائلاً: "لقد وردت إلى بريدي الإلكتروني العديد من الرسائل السلبية من فضوليين تساورهم الشكوك وتخالجهم الظنون بأن أعمالي لا تعدو كونها خدعة إلكترونية أو أعمالاً معالجة بالحاسب الآلي وقد عجزت عن أن أشرح لهم ما حدث وأنا أبدأ وأعيد في الشرح تارة تلو أخرى". ويقول هذا الفنان التشكيلي الذي بلغ منتصف العقد السادس من عمره ان بمقدوره ايضاً تحقيق التوازن للأحذية والأواني الزجاجية والعلب المعدنية.. وقد شرح كيفية ذلك بقوله: "إنني لا أرسم ما سيكون عليه النموذج التشكيلي مسبقاً قبل النحت وإنما يحدث ذلك تدريجياً ويتشكل مع استمراري في العمل.. إنه ليس من العسير رص صخرتين أو ثلاث صخور رأسياً فوق بعضها البعض". وأشار دان إلى أنه يستمتع بالفن لأنه "جميل بشكل استثنائي.. واستناداً على الفضول وحب الاستطلاع وحده يمكنني إبداع قطعة من الفن الجميل خلافاً لأي شخص آخر". وفي هذا السياق تحدث أندرو بيرتون أحد أبرز النحاتين البريطانيين فقال: "وددت أن أقول ان هذا الأمر ممكن ووارد الحدوث، وعلى كل حال إذا لم يكن ذلك حقيقياً، فيمكن اكتشاف ذلك بكل سرعة وسهولة".