كشف ملتقى ناقش سبل «تنمية المرأة»، عن «استبعاد النساء من المناصب القيادية بنسبة عالية». وذكرت عميدة الدراسات الجامعية للطالبات في جامعة الملك فيصل الدكتورة دلال التميمي، خلال جلسة «القيادات النسائية»، أنه «في 99.9 في المئة من المناصب القيادية تستبعد منها المرأة». وانطلقت فعاليات الملتقى الذي رعته حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف بن عبد العزيز، مساء أول من أمس في «غرفة الشرقية». وأكدت متحدثات في جلسة بعنوان «كيان مستقل يعني بشؤون المرأة»، على ضرورة «إنشاء هيئة ذات شخصية اعتبارية مُستقلة للمرأة، لها قناة تواصل مباشرة مع مجلس الوزراء، وتحديداً مع هيئة الخبراء المعنية بدرس القرارات التي يعتزم المجلس إصدارها، وبخاصة التي تُعنى في شؤون المرأة، من خلال الاستعانة في نساء مؤهلات في مختلف التخصصات». كما طالبن أن «تعمل الهيئة على إعداد لائحة لعمل المرأة، تُراعي خصوصية المجتمع، وتؤكد على حق المرأة في الوظيفة. كما تعمل الهيئة على درس مجالات عمل المرأة بشكل شمولي ومتجدد، وأن تأخذ في اعتبارها الضوابط الشرعية لعمل المرأة، والأعداد المتزايدة من الخريجات، وتجارب الدول الأخرى، وأساليب التأهيل والتدريب المتاحة للمرأة، وإمكانية منح أولوية التوظيف لبعض الفئات، كالمطلقات والأرامل، ووضع حلول مناسبة لما قد يعترض عمل المرأة من عقبات. كما تعمل الهيئة على توطين (سعودة) الأعمال المشغولة بغير سعوديات، وأسباب عدم إقبالهن عليها». وتوصلت الحاضرات خلال حوار مفتوح، إلى ضرورة «تفعيل كل القرارات المتعلقة بالمرأة، كقرار 120 الصادر من مجلس الوزراء، وقرار 63 ، حول زيادة الوعي القانوني بكل ما يخصها، واحتضان فئات المجتمع من السيدات، ومراعاة شؤونهن». وعلقت حاضرات على «غياب خطة التنمية في أقسام متخصصة للمرأة، لعدم وجود هيئة نسائية». بدورها، أوضحت الأمين العام لمركز «الأميرة جواهر بنت نايف لأبحاث وتطوير المرأة» هناء الزهير، خلال الملتقى الذي نظمه المركز، أن «اللجان التي تُشكل لتنفيذ قرارات خاصة بالنساء، تصدر غالبيتها من الرجال»، مضيفة أن «توصيات هذا الملتقى ستُرفع إلى الجهات المختصة، للنظر فيها، وتنفيذ بعضها». وذكرت متحدثات أن «52.3 في المئة من المشاركات في البرامج الاقتصادية من حملة الدبلوم، و35 في المئة من حملة البكالوريوس، ما يعني أن مشاركة المرأة باتت أمراً محتوماً»، مشيرات إلى أن اللجان «لا تعني بما تعنى به الهيئة الاعتبارية المُستقلة التي نطالب بها». واعتبرت الدكتورة دلال التميمي، في جلسة حول «القيادات النسائية»، خوف المجتمع «أحد أسباب عدم تولي المرأة مناصب قيادية»، مؤكدة على أن «تؤصل المرأة فكرة احتلالها القيادة في المجتمع أولاً، فبعض المناصب قد تكون صورية، لأن قرارات المرأة تصدر من الرجال»، مشيرة إلى تغيير في نظرة العالم إلى المرأة السعودية، إذ «أصبحت الوفود التي تزور الجامعات؛ للتعرف على تفكير المرأة، والمشكلات التي تعاني منها». وذكرت أن عدداً من المؤسسات «تحتاج إلى برامج تدريبية لإعداد القادة، بدءاً من المجتمعات المدرسية، وضرورة تأصيل البرامج القيادية فيه، وفي المؤسسات كافة». وقالت: «تكمن المشكلة في شح البرامج التدريبية في المؤسسات. لذلك يجب أن يتوفر للمرأة التوجيه، والتغذية الراجعة، والتدريب والتأهيل؛ لتكون قادرة على الوفاء بمستلزمات المنصب القيادي عندما تتولاه».