كابول، بروكسيل، برلين - أ ف ب - أعلنت الحكومة الافغانية أمس، تشكيل وحدة شرطة خاصة لمكافحة الفساد داخل الشرطة الجنائية، في ظل الضغوط الكثيفة التي تمارسها المجموعة الدولية لوقف هذه الآفة التي تطاول أعلى مستويات الدولة. وقال وزير الداخلية الافغاني محمد حنيف اتمار إن «الوحدة ستعمل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي (أف بي آي) وشرطة «اسكتلانديارد» البريطانية وبعثة شرطة الاتحاد الاوروبي (يوبول) لتدريب الوحدة. في غضون ذلك، حذر الاتحار الاوروبي الرئيس الافغاني حميد كارزاي انه سيتابع عن كثب عملية تشكيل الحكومة الجديدة التي ستنعكس على المساعدة الاوروبية لبلاده. وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي: ان «طريقة تشكيل كارزاي حكومته ستؤثر على اسلوب تعاملنا مع السلطات الافغانية في مجالات مختلفة». وأوضح ان «تولي وزير يتمتع بكفاءة في مجال محدد ونثق به سيسهل مهمتنا للعمل في هذا القطاع تحديداً، والعكس صحيح». وأعلنت المفوضة الاوروبية لشؤون العلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر ان اوروبا تتوقع تحسناً في مجال مكافحة الفساد، مشيرة الى ان الاتحاد يريد تعهدات واضحة لتطبيق الاصلاحات وانتهاج ادارة حكيمة. وفي هذه الحالة فقط ستكون الاسرة الدولية مستعدة حقاً للعمل مع كارزاي». وأعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان كارزاي يعرف جيداً مطالب المجتمع الدولي على صعيد الاهداف، و»سنتابع الوضع عن كثب». وكانت هولندا هددت الخميس بالغاء المساعدة المخصصة لاعادة اعمار افغانستان لعام 2010، ومقدارها 25 مليون يورو (37 مليون دولار)، في حال لم تتخذ الحكومة المقبلة تدابير لمحاربة الفساد والمحاباة. وستقرر الحكومة الالمانية التي تواجه استياء الرأي العام من مهمات قواتها في افغانستان، غداً اذا كانت ستمدد مهمة جنودها في افغانستان البالغ عددهم 4300 جندي. على صعيد آخر، ابلغ المرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية الافغانية عبدالله عبدالله صحيفة «فايننشال تايمز داتشلاند» ان انسحاباً سريعاً للقوات الاجنبية من افغانستان قد يؤدي الى سيطرة حركة «طالبان» مجدداً على البلاد. جاء ذلك غداة اعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في حديث لمحطة «أي بي سي» ان البقاء في افغانستان «لا يهم» الولاياتالمتحدة، لأننا لا نملك مصالح فيها على المدى البعيد». كذلك صرح ديفيد اكسلرود، مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لمحطة «سي ان ان» بأنه «من الواضح اننا لا نستطيع البقاء في افغانستان الى الأبد، وانه لا بد من التفكير في اعادة الجنود الى بلادهم في وقت او آخر»، علماً ان ادارة اوباما لا تزال تدرس خيار ارسال قوات اضافية الى البلاد. ميدانياً، قتل ثلاثة أو أربعة أفغان بينهم أطفال وجرح 30 آخرون بقذائف سقطت على سوق تغب (شرق) قرب مكان شهد لقاء ضباط في الجيش الفرنسي بينهم قائد القوات الفرنسية شرق افغانستان الجنرال مرسال دروار زعماء محليين. وصرح الأميرال كريستوف برازوك الناطق باسم القوات الفرنسية بأن مجلس الشورى عقد للاطلاع على حاجاتهم واطلاق مشاريع للتنمية، مشيراً الى ان القوات الفرنسية اتخذت بعد القصف اجراءات أمنية في ولاية كابيسا مستخدمة مروحيات استكشاف من طراز «غازيل» وأخرى قتالية من طراز «تيغر». وينتشر حوالى 3750 جندياً فرنسياً في افغانستان جمع 2500 منهم منذ الاول من الشهر الجاري في ولاية كبيسا ومقاطعة سوروبي التي تبعد سبعين كيلومتراً شرق كابول. وخلال الأشهر الستة الاولى للسنة الحالية، أحصت بعثة الأممالمتحدة سقوط 1013 قتيلاً مدنياً في اعمال العنف، أي بزيادة 24 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي. واوضحت البعثة ان 59 في المئة من الضحايا سقطوا على ايدي مقاتلي «طالبان»، و30.5 في المئة منهم على ايدي قوات موالية لكابول.