اطلع الرئيس اللبناني ميشال سليمان من السفير المصري لدى لبنان أحمد فؤاد البديوي على تفاصيل توقيف الناشط اللبناني في «حزب الله» سامي شهاب في مصر، وما يثار من إشكالات حول هذا الموضوع. وأبدى سليمان بحسب مكتبه الإعلامي، «اهتماماً بمتابعة المسألة ومعالجتها، بما يضمن صفاء العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين». وسلم بديوي الرئيس اللبناني رسالة من نظيره المصري حسني مبارك تتضمن دعوة الى حضور مؤتمر دول عدم الانحياز الذي يعقد في القاهرة في 15 و16 تموز (يوليو) المقبل. وكان البديوي زار رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الكبيرة، وطلب السنيورة منه تزويده المعطيات الرسمية في ما يتعلق بقضية شهاب ورفاقه. ولدى مغادرته، سئل البديوي عما إذا كانت مصر تطالب الحكومة اللبنانية بموقف واضح من قضية شهاب، فأجاب: «لبنان حر في اتخاذ الموقف الذي يناسبه، أما بالنسبة الينا فالقضية بيد القضاء المصري». الجميل: توريط لبنان وعن التحقيقات المصرية في شأن هذه القضية، قال الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل: «من المبكر الدخول في تفاصيل السجال بين مصر و «حزب الله»، وكل ما نقوله بعد اعتراف السيد حسن نصرالله بأن الحزب متورط في هذه الأحداث، أننا وعدنا من قبل «حزب الله» بعدم توريط لبنان في أي عمل خارج الحدود اللبنانية، وأن يبقي عمله في إطار تحرير الأرض اللبنانية. أما الإنتشار الحاصل الآن من خلال عمل «حزب الله» في الخارج، وتعرضه لدولة سيدة مثل مصر شقيقة وصديقة لبنان، فهذا ما نأسف له أشد الآسف». وأضاف: «ما يشغل بالنا الآن هو الإشكالات التي يحكى عنها في شكل غير مباشر مع المغرب، البحرين ومع الكويت، فنحن نتخوف أن يؤدي هذا التصرف الى زعزعة الوضع اللبناني وجلب المشاكل الى لبنان، مشاكل ذات طابع إقليمي أو عربي، هذا موضوع خطير، وأياً تكن الأسباب هناك مشكل كبير بين دولة نحبها ونحترمها هي مصر وفريق لبناني يتدخل بشؤون على الأقل ليست لبنانية». واقترح وضع «هذا الموضوع على طاولة الحوار في جلسة مقبلة، فهو أساسي في حياتنا الوطنية. ما نلمسه الآن من خلال بعض تصريحات المسؤولين في «حزب الله» أنهم يريدون الحديث عن الشراكة، فما معنى الشراكة عندما يرسلون أشخاصاً الى مصر ويتورطون بهذا الشكل؟». ورد وزير السياحة ايلي ماروني على وفد الصحافة المصرية الذي زاره سائلاً عن موضوع الاشكالات بين لبنان ومصر والاتهامات الموجهة الى «حزب الله»، قائلاً: «نحن نرفض التدخل في شؤون أي دولة، وفي المقابل، نرفض تدخل اي دولة في شؤوننا، وعلينا انتظار نتائج التحقيقات كي يبنى على الشيء مقتضاه». ورأى الرئيس السابق للحكومة سليم الحص في بيان: «ان الاتهام الموجه من جانب السلطة المصرية ضد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والحزب ليس اتهاماً، بل هو وسام. وأي مواطن عربي شريف يتمنى لو كانت هذه التهمة من نصيبه». وسجل موقف ايراني من المسألة، فأكد الناطق باسم الخارجيه حسن قشقاوي أن «السيد نصر الله أوضح موقفه في شأن هذه القضية ولو ان اصدقاءنا المصريين يعتقدون بأن الدعم الذي كان يحاول اللبناني الشيعي الذي تم اعتقاله في اطار هذه القضية ان يقدمه للمظلومين الفلسطينيين في غزة هو اتهام فإن ذلك ليس بمنصف». وشدد قشقاوي بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، على ان ايران ترى «طرح مثل هذه القضايا في الوقت الذي يستهدف الساسة الجدد للكيان الصهيوني بوقاحة کبيرة المصالح الوطنية المصرية والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان وسورية ليس في مصلحة الدول العربية والإسلامية».